الوطن والمزايدين بالوطنية

وطني جريح منهك يتهالك على أيدي المزايدين بوطنيته , من يلبس ثوب الوطنية ويحمل في يده معول هدم النسيج الاجتماعي والوطني يحطم عظام الوطن وأعمدته الأساسية , ماذا ترك للأعداء , يكفي انه بوق الفتنه واتهام الآخرين تخوينهم , دون أن يفكر في ابسط الأحوال ما لذي دفع لهذا الشقاق , وزج بالوطن ومن فيه ليكونوا جزءا من صراع إقليمي بين قطبين ومذهبين , تحول الإخوة لأعداء , واصطفاف خارج القناعات والمصلحة العليا , صرعا كان الوطن في غنى عنة ومأمن منه , أفرزت أسوء ما فينا من أنانية وحقارة النفس .

هل أحسستم بحجم الكارثة , التي انتقل منها حالنا , من حوار موفنبيك جلست فيه الأطراف وفتحت صفحات الماضي وتصارح الخصوم وقدم كل مظلوم مظلمته وقدمت أوراق جذور المشاكل والحلول والمقترحات , واخذ وعطاء , جلسات تتسم بحرية وشفافية ومصداقية , غيب فيها العنف والسلاح , وما من عمل طيب وجهد مثمر فيه من الزلات والأخطاء والهفوات ,وهي ليست جريمة فتصحيح الاعوجاج لابد ان يتم , تنفيذ شي على الأرض أهون مما لا شي , وما نحن فيه اليوم , لا كلمة لغير الكليشنكوف والراجمات والدبابة والصواريخ والألغام , اليوم الموت هو النتيجة والدمار هو الحل والخراب عم الكل .

هذا الانتقال ورآه أصحاب المصالح والمجرمين والمتهمين في مشكلات الماضي وماسيه , من يخاف الدولة القادمة والنظام والقانون , من هو مرعوب من العدالة الانتقالية والعدالة الاجتماعية , وفيهم خدام الاستبداد والطغيان وحنين العبودية , كانت الراعية أم الصبيان أو أم العفاريت المهم ماذا سنحقق نحن ,عذر أقبح من ذنب ,بقولهم كيف لدولة دكتاتورية سترعى تحول ديمقراطي لبلد , بنظرة قاصرة ,

ان الحوار حوارنا والوطن وطننا , ونحن أصحاب القرار , وهم مراقبون وداعمون لما نقرره نتحاور ونقدم الأوراق و نناقش قضايانا ونبني جسور ثقة تخرجنا من وضعنا المأساوي , كنا بحاجة لاصطفاف وطني , لكنهم انجروا خلف الاستبداد والطغيان , وشجعوا رفع البندقية وإذكاء العنف كوسيلة للحسم , بحجة تصفية خصومهم , فانتقموا من وطن وشعب , وأعاقوا مشروع الأمة , لازالت ترن في مسامعي عبارتهم النارية , حنوا بشاصاتكم ساعتان وانتم في ساحل أبين دمروا في طريقكم من يعترضكم اقتلوا , وصفق من صفق وشجع من شجع وروج من روج , وهانحن في جحر الحمار من داخل , اليوم كلما اقتربت المشاورات لنقطة تلاقي صرخ الجني الأزرق من مخبئه ( أوقفوا مسلسل التنازلات ) يعني لابد أن نموت وتنتصر أنت لمشروعك وأجنداتك , وتفرض رؤاك وقناعاتك , لابد أن يموت الناس عشان ترتاح وتنتصر لأسيادك ,تعز اليوم تئن , هناك من يستغيث لوطن ومدينة كتعز وهناك من يستغيث لأسر وطائفة وسلالة , كانوا قبل ذلك التهور في تعايش وسلام وحب و وئام , نحن نريد وطن نعيش فيه ونتعايش ونرسي دولة وديمقراطية ونظام وقانون هو الحكم , نرفض العنف وحمل السلاح في وجه بعض , العدوان هو مشكلتك الذي فرضته علينا بتشجيعك لقوى العنف أن تهدد الداخل والخارج وترسل رسائل خطرة دفعت بالكل ليحمي ذاته , أنت اضعف من التصدي لتداعياتها , لماذا تلمني تحمل مسئوليتك واعترف وعود لصواب رشدك وكفى موت وقتال ونعود حيثما ما وقفنا في حوار وطني ومخرجات وطنية , أغلق فمك الذي ينفذ سموم وصراعات وتحريض للموت والجهاد لإبليس والتضحية بأبناء الوطن كقرابين .

ما الذي تريده لتضع نفسك منبر إعلامي تبث من خلاله سمومك لوضع الأساس لإثارة الفتن والبحث عن مقتل لهذا الوطن الذي منحك الحرية لتصل بك أفكارك الحمقاء إلى ما وصلت أليه ,تذكر من هي الأطراف الداعمة للحرية والعدالة بالطبع برهنت الأيام أنهم لا يمكن أن يكونوا طائفيين وسلاليين لا يمكن ان يكون الزعيم والسيد وأنصاره من هذا النوع هم من دمروا ويدمرون الهامش الديمقراطي الذي أرساه المناضلين بدمائهم وصمودهم والكل يعرف من يضع العثرات أمام تطور هذا الهامش أنهم ذاتهم من تقف معهم في خندق واحد وهم ممسكين بزمام قيادتك .

أن كان مأخذك وجود من تحالف معنا ضد هذا النظام البائد من لا يروقك ويتعارض مع قناعاتك , فنحن ثورة وشعب مقاييسها أن تجمع كل الأفكار والرؤى المتنوعة لتذوب في بوتقة الوطن ويتقبل الجميع بعضهم البعض يحكمهم نظام وقانون كنا على وشك انجازه لولا غبائك وتحريضك وفتح ثغره لأعداء الحياة ليخطفوا وطن من أيدينا وزجوا به لمحرقة الشياطين وبهذا أشبعت تعطشك للدماء وشراهتك للهتك والقذف

تماديت في استهانتك بالشعب اليمني وصولاً إلى مقوماته ، استغفالا للأمة واستثمارا للجهلة ممن يشترون بضاعتك ، يا من تزايد على وطن وتبيعه لأسيادك المنبهر بهم خارج حدود الوطن وداخله , فالوطن عصي عليك وعلى أمثالك وعلى سيدك الحوثي الوهم بعودة ملكيته للوطن او الزعيم الوهم باستعادة الملك وتوريثه وأنت لست سوء أداء حقيرة سترمى لمزبلة التاريخ منهم ومن غيرهم .

العدوان الداخلي هو المصيبة لأنه يلبس ثوب الوطنية ويستخدم إمكانات الدولة ويقتل بسلاح يشترى من عرق الضحايا وينتهك كرامتك وشرفك باسم الإخوة ,ويحاصرك ويعذبك بحقوقك ومستحقاتك وبكل سهولة يرميك بتهم العمالة والخيانة , ام العدوان الخارجي فالمواثيق والاتفاقات تحميك وتصونك ان صنتها وحميتها وفي لحظة تغلق حدودك وتمنع هذا العدوان فهو مدان عكس العدوان من الداخل كمثلك وغبائك يشرعون له ويبقى لصقا فينا أطول مدة من الزمن باسم حماية الوطن والوطنية الوطن عصي على كل المزايدين الذين يبيعونه في ساحة المزاد لمن يدفع أكثر .

مقالات الكاتب