لا أحد ينكر الدور الذي لعبه الرئيس عبدربه منصور هادي في هذه الحرب والتي من أبرز ما حققته مع قوات التحالف العربي هو تحرير الجنوب من قوات الشمال الغازية وتمكين الجنوبيين من حماية محافظاتهم .. ولكن هل هذا يكفي؟ ..في اعتقادي الشخصي انه يتطلب من الرئيس هادي تسليم الجنوب للجنوبيين ودعمهم بالشكل الصحيح الذي يجعلهم يحققون الحد الأدنى من الخدمات للمواطنين لا أن يجعلهم في مواجهات مع الناس لتحقيق أبسط المتطلبات التي يريدها الناس كالماء والكهرباء والوقود.
ما يحدث في عدن وحضرموت ولحج هو نموذج سيء في تمكين رجال أقوياء ولكن دون دعم يذكر أو تسهيلات تمنع فشلهم أو إحراق رصيدهم في المقاومة وبين الناس.
السلطات المحلية في الجنوب وضعها كارثي بسبب عدم وجود الدعم الكافي لها لتسيير أعمالها والتغلب على الصعوبات التي تعترضها يوميا.
هل هناك هدف خفي وراء تعيين قيادات من المقاومة والحراك ومن تم وقف دعمها بموازنات تشغيلية ، أو أن هذه القيادات قبلت المسؤولية وهي تعلم مسبقا بعدم وجود أموال تساعدها على النجاح .. إذا كان الخيار الأول فهذه مصيبة ، وإذا كان الخيار الثاني فإن المصيبة عظيمة..
الرئيس يقول إن الوضع المادي صعب ورئيس الوزراء يقول نفس الشيء والمحافظين أيضا يرددون نفس المبررات ، إذن أين الخلل اذا كان إذا كان رئيس الوزراء السابق خالد بحاح يقول إن جبهة تعز سلمت 300 مليون ريال سعودي، تم ترد الرئاسة أن بحاح كانت بحوزته 500 مليون ريال سعودي لتسيير الحكومة .. إذن الخلل في السلطة وليس تقصير من التحالف لأن هذه الأرقام في الاتهامات المتبادلة تبين أن هناك أموالا دفعت وان هناك من اهدرها ، فلا الأموال التي تحدث عنها بحاح حررت تعز ولم تنفيها مقاومة المحافظة .. كما أن الأموال التي أخذها بحاح حسب المصدر الرئاسي لم ينفيها بحاح ولم تطالب بها الرئاسة بارجاعها عبر القنوات التي سلمت له وهي التحالف .. إذن الاهدار والعبث يكمن في اليمنيين في السلطة أنفسهم وليس في التحالف الذي قدم أولاده قبل ماله وسلاحه لدعم اليمن في هذه الحرب التي لا تلوح في الأفق نهاية لها.
بات على الشرعية اليوم إيجاد حل سياسي يدفع بالجنوب إلى إيجاد مصادر تمكنه من الصمود بعد التحرير وتحديد مستقبله، وإلا فأن الوضع قد ينفجر وتخرج الأمور عن السيطرة.. نعم نحن لسنا في مرحلة مناكفات ولكننا أيضا في مرحلة لم نعد نفهم ماذا يريد الرئيس هادي للجنوب بعد أن تحرر وزقر أرضه بأسنانه .. هل يسقط الجنوب في مستنقع الفوضى بسبب إنهيار الخدمات ولمصلحة من.
معاناة الناس تتعاظم وصمت السلطة محير ورئيس حكومة ويدندن في معاشيق على وحدة لم تعد باقية إلا في عقله .. امنحوا الجنوب حقه كمرحلة أولى وفقا لواقع الأرض لينهض قبل أن يحدث ما لم يكن في حسبانكم.. فالشعب الذي قدم الشهداء للتحرير مستعد أن يضحي أكثر من أجل تثبيت حريته وانتزاع سيادة دولته.
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد