د. مازن شمسان المتهم البريء؟!

السؤال المحير كيف استطاع شخص أن يصنع مأساة من خلال دعاية إعلامية في مواقع الفيس بوك حول د. مازن شمسان ؟ 
في كل الأحوال من قام بصنع هذه الإيقونة المدمرة أستغل عامل الوقت حيث ثبّت الخبر في وقت لا يمكن التواصل مكانياً للتحقق من الواقعة من قبل أفراد الوسط الأكاديمي وعندما تغيبت الحقيقة وجدت الأكذوبة مكاناً للاستكانة في العقول إلى حين التأكد , الجانب الثاني الذي ثبّت هذه الإشاعة أكثر علاقة د. مازن الوطيدة برئيس الجامعة السابق المدان أصلاً , وهذا أعطى قوة في تصديق الأكذوبة بهذه العوامل المساعدة, ومن ثم نجح صاحب المكيدة الذي كان يهدف في الأساس لعدم عودة عميد الكلية إلى منصبه , على الرغم من أن المقاومة الجنوبية تلمست الواقعة لكنها لم تجد أدوات الإدانة ... ! 

في علم الاجتماع توجد نظرية الوصم الاجتماعي لصاحبها هوارد بيكر من ضمن أفكار هذه النظرية أن الشخص البريء كذلك ممكن يوصم إذا عملت حوله دعاية كاذبة وصدقها الآخرون ، بمعنى أخر يصبح موصوماً على الرغم من عدم إدانته واقعياً من خلال عمل منحرف حقيقي , وهذا ما حصل مع فقيد جامعة عدن د. مازن شمسان الذي راح ضحية وشاية كاذبة تفتقد للدليل والبرهان كان الهدف منها اللا عودة لعمادة الكلية في ظل الفوضى التي لا زالت تعيشها جامعة عدن إلى وقتنا الحاضر. 

والشيء المؤلم أن الوسط الأكاديمي تخلى عن الفقيد , وقامت جهات مسئولة في الجامعة بدور سلبي في ظل ترقبها للمناصب التي لا تستحقها , ولهذا مات د. مازن شمسان قهراً وكمداً من عمل جبان من شخص جبان وتكاتف معه أشخاص جبناً ليس لهم أي نوع من الكاريزما في العمل الأكاديمي , ولهذا يعتبر موت د. مازن , وصمة عار في جبين من قام وشارك في جريمة العزل الأكاديمي دون أدلة أو براهين على الرغم أن الرجل عرض نفسه للمساءلة في حالة ثبوت أي نوع من التهم. 

أن العزل الأكاديمي المجحف والمتعارض مع حقوقه القانونية دون مراعاة إنسانيته كل ذلك تسبب في انهياره وتدهوره نفسياً مما أدى إلى نهاية مؤلمة ... 
الموت قدر , ولكن لا ينفي مسببات الفعل الجرمي الذي قام به الآخرون في جامعة عدن. 
شخصية د. مازن هي في الأساس شخصية طفولية وبريئة , وليس لها في العمل السياسي ودهاليزه , و في الحقيقة هو ضحية الدكتور حبتور في انعكاس تأثير وليس عنوة أو قصد أو ممكن نقول تأثير قرب , ولكن الغريب في الأمر وربما دون قصد قد تجد حبتور يدعم أحد الأطراف المشتركة في مأساة د. مازن للوصول لمناصب مسئولة في الجامعة , ولكن لربما يتغير ذلك بعد موت د.مازن من باب الإخلاص لشخص كان ضحية رفقته. 

كذلك الفقيد هو ضحية أشخاص وثقف بهم تماماً , فكانت النتيجة عكسية وسالبة جداً جداً جداً . 
الدكتور الفقيد مازن شمسان بريء من وشاية حاكها أحد أمراض المناصب , فنجحت الوشاية تماماً من خلال مرسل ماكر ومستقبل جاهل مما شكّل وصماً اجتماعياً كان د. مازن ضحيته , ولم يتمكن من إثبات براءته إلا بموته دليلاً قاطعاً , وانتقل الوصم بموت الرجل إلى واصميه , والجدير بالوسط الأكاديمي إلا يقبل أن يتربع هؤلاء التي تظهر على سيمائهم وصمة عار قتل رجل أكاديمي دفع حياته ليظهر براءته من خلال موته كمداً وقهراً من تصرفات غير لائقة تأخذ الناس بالوشاية الكاذبة. 

رحم الله الفقيد د.مازن شمسان واسكنه فسيح جناته إنا لله وإنا إليه راجعون . 
ويقول تعالى : (يا أيها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) سورة الحجرات : آية رقم 6 . 
* مدرس علم إجتماع / جامعة عدن