عن السيد والقيرعي*

منذ البارحة وانا ابحث عن توصيف للصورة التي بثها الحوثيون لزعيمهم يصافح القيرعي
وكأنهم يقولون في كل تعليق : انظروا كم ان السيد متواضع اذ يصافح الخادم
وبالكثير من السذاجة يفصح وعيهم الباطن عن نفسه من خلال صورة تداولوها كدلالة "تواضع" يؤكد العنصرية ولا ينفيها .
قال احد متحمسيهم مرة ان السيد يعتمد على "جزار" في الكثير من الاعمال وكررها واطال حرف الألف "جزاااااار" فقلنا يا للهول
لدينا جميعا موروثنا المرضي والذي يفصح التسامح معه او تأجيله عن خسة معرفية وتشوه انساني
يا رجل لا تتواضع له ولا تغبط روحك العظيمة على مصافحته
فقط عامله مثل اي انسان اخر ان كان ذكيا ومحترما فأظهر له الاحترام لما يتمتع به والعكس
نعرف ان القيرعي واحد من المهمشين الذين نبذهم المجتمع وعندما يكون علينا معاملتهم بندية غير متكلفة فذلك لأننا بحاجة لاستعادة انسانيتنا وليس اعادتها اليه فهو لم يفقدها يوما
ليس على المثقف مثلا ان يتزوج عنوة من امرأة وكأنه يرفعها اليه ولا ان يتخلى عنها اذعانا للمرض
هي امرأة فحسب قد تغرم بها اولا تغرم ،
اذكر في فيلم يحكي قصة مواطن اسود اغتصب اثنين من البيض طفلته فقتلهم ، أنه قال للمحامي : انت تدافع عني لأنك تراني رجلا أسود وليس رجلا .
الحل هو الندية
الاعتيادية بلا تواضع ولا استعلاء ولا تسويق عاطفي لضحايا التمييز
الندية فحسب .
هذا القيرعي انا لا احترمه لأنه زائف ومتحوثث وغبي ،
تماما كما لا احترم غيره من المتسلقين ،، اما ان اغفر له تملق مليشيا لأجل لونه فذلك يعني انني لا أجده مؤهلا للمعيار الوطني والأخلاقي الذي اقيس به الناس

هناك مظلومية لا يمكن تجاهلها وتمييز وغباء ومرض لكن لنتخلص منها ينبغي مجابهتها بالمعرفة والسلوك والحذر من استثمارها
لا استبعد ان القيرعي هو الاخر اعتبر مصافحة "السيد "تكريما له وتواضعا ممن صافحه ،، وهذا هو المؤلم حقا .

* فيس بوك

مقالات الكاتب