حصار السبعين يوم على غزة... هزيمة محتل وشموخ مقاومة
سعيد شيباني
( غزة..مقبرة الغزاة ) كتب/سعيد شيباني اليوم الموافق...
موقع عدن الجيوسياسي الهام يحتم تجنيبها لعبة الصراع، ومشاريع خلط الأوراق، التي لن تكون في مصلحة أحد من اللاعبين السياسيين، أكثر من كونها ستحرم الناس من الملجأ الآمن والحظن الدافئ الذي يمكن ان يلجأوا إليه هروبا من العنف في المدن والمحافظات اليمنية المجاورة، كما ستحرم العالم من أهم ممرات النقل البحري الأكثر حيوية،عدا عن كون تهديد أمنها سوف يهدد أمن الجوار والمنطقة نظرا لموقع عدن الهام بين الشرق والغرب.
الحفاظ على عدن مسؤولية الجميع بدون استثناء، فما يحدث في المناطق المجاورة والقريبة منها في محافظة لحج، يعد مؤشرا خطيرا لا يمكن التعامي أو التغابي عنه، ويحتاج لمواقف شعبية ومجتمعية ورسمية مسئولة تحاصر العنف المتفشي هناك وتمنع توسعه، فليس من مصلحة أحد أن تتحول عدن، وكذا لحج لساحة انتقام، او تصفية حسابات، عبر السلاح المنتشر بين الناس بصورة مفتعلة ومقلقة.
نعرف أن أمن عدن ليس مسؤولية يمنية رسمية وشعبية فحسب بل مسؤولية إقليمية ودولية أيضا لأهمية عدن التي ذكرناها انفا،لكننا في الواقع لا نريد ان نستدعي الخارج ليحمي لنا أمننا، ما دام هناك قوى اجتماعية وسياسية فاعلة في عدن، وكذا سلطة رسمية ما تزال تعمل وتمتلك من الامكانات الكثير لضبط الانفلات الأمني. فالأولى أن تتحمل القوى الوطنية سواء أكانت جنوبية أو يمنية مسؤوليتها في هذه المرحلة الحساسة والهامة، وأن تجعل من أمن الناس وحماية الممتلكات العامة والخاصة مشروعها الحقيقي الذي ينبغي أن تسعى لتسويق نفسها من خلاله سياسيا، غير ذلك فإن كل ما تقوله وتفعله مجرد شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع، فضلا عن كونه يكشف عن زيفها وقناعها المخادع.
هناك لاعبين كثر في عدن لديهم مشاريع متناقضة، وأجندات مختلفة، وهذا أمر طبيعي يحدث في أي مدينة مهمة في العالم،عدا عن كون اليمن كلها أصبحت ساحة للاعبين دوليين ومحليين، يصارعون من أجل السلطة والنفوذ ولا غيرهما،هذا ما اثبتته المراحل المختلفة التي مرت بها اليمن وحتى اليوم، إذ أن هناك فرقا بين من يصارع على الدولة وبين من يصارع على السلطة،فالقوى السياسية شمالا وجنوبا تتصارع من أجل السلطة،من أجل النفوذ والمال والمكاسب والمصالح،ولم تثبت للناس يوما أنها تصارع من أجل الدولة بما تحمله الدولة من معنى ودلالة باعتبارها شعب ومؤسسات وكيان ينبغي النضال من أجلهم والحفاظ عليهم.
وللأسف فإن الخارج شجع ويشجع هذا النوع من الصراع العدمي الذي لا يفضي حينما يتوقف إلا إلى صراع جديد ودورة عنف جديدة وهكذا، فهو لا يهتم للدولة بل للسلطة ومن يديرها.
إذن جنبوا عدن خلط الأوراق،وتصفية الحسابات، باستخدام القوة والعنف،رحمة بالناس،وبعدن المدنية والتعايش،وحتى لا تفقدوا آخر ساحاتكم الآمنة التي تمارسون فيها هواياتكم.