الاصلاحيون وتأجيج المشاعر المذهبية والمناطقية

 

أكثر المواقف هزلية من مسودة الدستور هو موقف التجمع اليمني للإصلاح.
في 2012 و2013 تآمر الإصلاح مع هادي باسم الثورة، لكن هادي نفسه انقلب على الإصلاح (حزب الشدة، كما يسمي الأصلاحيون جماعتهم)، ووقف يتفرج عليهم وهم يطأطأون رؤوسهم بذل ومسكنة في حضرة "السيد" الجديد.
الأحزاب التي لا تملك مشروعا وطنيا تُذل المرة تلو الأخرى. وقد شعر الإصلاحيون بالإهانة عندما اعتبرهم الرئيس السابق مجرد "كرت" استخدمه في عقود سابقة والآن يلقي به في سلة القمامة.
في مطلع 2014 كان الرئيس هادي هو الزعيم المفدى في عيون الأصلاحيين. كان المجاهد والفارس وقائد المسيرة ورجل المستحيل. كان قد تآمر معهم على تمزيق اليمن الى أقاليم، وسمح لصفقة تكفل للإصلاح استمراره في الحكومة ك"حزب مسيطر".
بعد عدة اشهر اكتشف الاصلاحيون ان هادي "دنبوع"، وهذا هو اللقب التعريضي بهادي. (كذلك يعرض العصبويون برؤسائهم).
في خريف العام نفسه كان قادة اصلاحيون يبدون امتنانهكم للسيد الذي نكل بهم في العاصمة. وقد ذهبوا اليه في صعدة لاكتشاف انه بريئ مما فعلته لجانه الشعبية والثورية بهم فهو لم يكن يعلم كل الحقائق! (اللعبة المكشوفة نفسها، الزعيم او الرئيس أو السيد محترم ووطني لكن المشكلة في البطانة).
أمس كتب رئيس التجمع اليمني للإصلاح منشورا ذليلا آخر للتقرب من الرئيس السابق. (اليدومي نسي انه "كرت" مستهلك)، وهو بحث عن عن إبرة في تلة قش كمدخل لينافق الرئيس الذي خدمه في الماضي، وطلع بمقولة ذهبية للرئيس صالح مفادها "إذا كنا سنتحاور بعد ان نتقاتل فلماذا لا نتحاور الآن؟"
يا للدهاء!
الإصلاح اليوم يقف بقوة مع مشروع تمزيق اليمن. هذا الحزب لا يتعظ. لا يميز بين حدود جماعته وبين حدود اليمن، تمام كما قد يفعل الحوثيون راهنا.
يعتقد التجمع اليمني للإصلاح انه سيفلت بجلده هذه المرة من خلال تأجيج المشاعر المناطقية والطائفية.
ذلك ما كان يفكر فيه قبل عام بالتمام ما يعني ان الإصلاح لا يحسن المراجعة والتمحيص والتجريب. لا يحسن سوى الإنغماس في تدبير المكايد العتيقة والالاعيب المكشوفة من شاكلة تأييده مسودة دستور تمزق اليمن من اجل خطف قطعة أرض هنا او هناك لإقامة دولته الاسلامية (السنية).
هذا أجزاب لا تتعلم من التاريخ.
لا تتعلم من تجاربها هي.
لم تتعلم سوى الإذعان في اللحظات الحاسمة.

مقالات الكاتب