حصار السبعين يوم على غزة... هزيمة محتل وشموخ مقاومة
سعيد شيباني
( غزة..مقبرة الغزاة ) كتب/سعيد شيباني اليوم الموافق...
أنت في اليمن فاعلم أنك عاجز عن فهم الحقيقة والواقع الذي تعيش فيه هذا العجز المؤلم خاصة لمن لا يقبل أن يكون تكملة عدد بل يتفاعل مع واقعه يؤثر ويتأثر ويبحث عن الحقيقة ويفسر ما يدور، تشعر وأنت في اليمن أنك في عالم غير ، تدور حولك أحداث لا تفهمها ولا تستوعبها تستشعر خطورة المرحلة وأن هناك حقيقة فجأة لكنها غير معلومة تشعر أن هناك تآمر ودسائس لكنها غامضة لا أحد من موقع القرار يجرؤ عن الإفصاح ومصارحة الجماهير المغلوب على أمرها بها، هي حاملة أثقال الهموم والمعاناة، ومدبريها في نعيم هي من تبحث عن ما يدور وتريد أن تعرف مصيرها من القادم لكن ما يدور مبهم لأنه غير بري بل يسير ضد طموحات وآمال وقناعات الجماهير فلن يعلن عنه سوى بعد أن يكون واقع والخوف أن تجد الجماهير نفسها في فخ الاستبداد والاستعباد والفساد الذي ثارت لتتحرر منه نحس إنهم يعمدون لإيصالنا إلى العجز والتشتت والصدمة من الواقع لنستنجد ونطلب يد العون وهم على استعداد لانتشالنا لكن إلى ما يريدونه وما خططوا له لنكون تحت قبضتهم وهيمنتهم .
كانت الثورة الشبابية حريصة على أن تحافظ على بقائنا كأطياف سياسية وفكرية ومذهبية وعرقية متنوعة لأن التنوع خير لا شر وثراء لا فقر وحب لا كراهية وحرية لا عبودية التنوع شيء جميل وثقافة راقية متى ما استوعبناها، ولا نسمح للفاسدين أن يحتمون خلفها ويبثون سمومهم وفتنهم لنتصارع ونتناحر كأطياف وأفكار متنوعة وعلى الجميع أن يعلم أنه لا خيار أمامنا للرقى والتقدم والنهوض إلا ببناء وعي اجتماعي وطني جديد يستوعب معنى التعدد والتنوع الإنساني وينميه ويقويه.. والطريق إلى ذلك هو التأسيس الصلب لحقيقة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، المستظلة بأخلاق وثقافة التعدد والتنوع، بحيث يتحول هذا التأسيس (بحمولته) الدستورية والقانونية والحقوقية إلى مرجعية عليا لكل مواطن لهذا أنا وغيري من بسطاء هذا الشعب العظيم لا نبحث إلا عن الدولة نريد دولة فيها التنوع و المواطنة المتساوية والحياة العادلة والعيش والأمن والأمان والسلم والسلام أين هذه الدولة ؟ كانت لدينا شبه دولة ويسعى الخيرون في حوارهم لوضع أسس ونظام هذه الدولة سمي بالمخرجات لكنهم سطو على كل شيء ، ما تبقى من دولة ومخرجاتها وعقولها وحمايتها نصبوا أنفسهم بديل لكل شيء للأمن للجيش للسلطة للمؤسسات للدستور ،والقوانين يصدرونها من مخادعهم أبقوا على رئيس لا حول له ولا قوة ، صمت فجأة لا نعلم ما المقصد من صمته هكذا جردوا الدولة من كل أدواتها ومخالبها فتوسعت أدواتهم وكبرت مخالبهم وتحت وطأة العنف عمدوا على إخضاعنا وخنوعنا وبمحاربة الإرهاب تمددوا للاستيلاء على مدننا وقرانا واستئصال جزء منا بمبرر أنه خبيث دون فحص علمي مجهري لذلكم التشخيص ومنهم الطبيب ومنهم الجراح ، القتل لديه وسيلة والتدمير عمل هبطوا علينا من جبال وكهوف القبيلة يحملون أسلحة التدمير والقتل والمذهب ليصفوا حساباتهم مع الفكر المختلف عنهم وبدعم شياطين الماضي ملوك الاستبداد والهيمنة من امتطوا القبيلة حاملين سوط السلطة لجلد المواطن في عموم الأرض الطيبة بدعوى بناء الدولة وإرساء العدل والحرية والمساواة ،بحثت في كل مراجع التاريخ لم أجد دعاة يشبهونهم أنتجوا دولة وأرسوا عدل بل خربوا أمم وشعوب ودمروا أوطان .
الوطن يستنجد والعنف يتصدر المشهد والقتال يحتدم والدماء تسفك والأرواح تزهق والصمت قاتل والخذلان و اللامبالاة أتعبتنا وحيرتنا وكلهم أنصار لغير الله والوطن من أعمالهم بريء منهم يستدعون بعضهم بعض لحلبة الصراع وضحاياهم الأبرياء أطفالا وشيوخا ونساء والوطن دمروه حطموه جعلوه غابة موحشة لا عيش وتعايش فيه لا حب لا ود لا إخاء نتائج كارثية للعنف ومليشيات الدمار والخراب .
أحقادهم تصور لهم أنهم قادرون على إجهاض مشروعنا وحلمنا وطموحنا باستعادة زمنهم الآسي الرديء العفن، شاهدناهم في إعلامهم يروجون لأنفسهم بكراتين المصالح وضعفاء النفوس خطابهم هو نفس الخطاب بل ازداد سوءاً وحدة بغضب وحقد دفين يبرهن أنهم لم ولن يتغيروا ينكشفون يوما بعد يوم بقدرة ربنا الأعظم جلا جلاله يفضحون أنفسهم لأن العفن يبث من داخلهم روائح الموت والدمار والفتن ،نفسهم خبثها متأصل تبحر في أنهار آسنة لتشبع غرائزهم وتجعل حياة الآخر حطام في هذه الدنيا الفانية ، وذلك بالحقد والحسد ليؤتي ذلك الحقد والحسد ثماراً خبيثةً من غيبة ونميمة وحنق واستهزاء بالآخرين وكأنهم خلقوا بغير خلقهم وعوذا بالله من كل صناع الآثام والقسوة والظلم .