الشمال ولعنة الجنوب .. التاريخ يعيد نفسه

بعد 20 عاما بالوفاء والتمام وفي شهر يوليو أيضا يصرخ حزب الإصلاح صرخات سياسية مختلفة .
- في يوليو 1994 وبعد مشاركتهم في اجتياح الجنوب والسيطرة على العاصمة عدن خرج الإصلاح رافعا صور الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ( لأنه شمالي ) .

- في يوليو 2014 وبعد سقوط عمران وفشل الإصلاح في قهر إرادة الحوثيين التي تتقدم بقوة ، خرج الإصلاح وعبر منشورات على شبكة التواصل الاجتماعي يتهم الرئيس عبدربه منصور هادي بالخيانة والدعوة للإطاحة به ( لأنه جنوبي ).

- في يوليو 1994 خرج حزب الإصلاح بعد نشوة النصر وسقوط عدن ليطالب بنصيبه في الحكومة وحصل له ما أراد مكافأة لدوره في تلك الحرب التي قتلوا فيها الأبرياء تحت فتاوى وشعارات عدة.

- في يوليو 2014م وبعد سقوط عمران في يد الحوثيين يخرج حزب الإصلاح وهو يجر ذيول الهزيمة ، وعبر رئيس كثلته في البرلمان يحي الشامي ليطالب بالانسحاب من الحكومة .

- في يوليو 1994 يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول اليمن ويطالب كافة الأطراف بوقف إطلاق النار والجلوس على طاولة الحوار.
- في يوليو 2014 يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة بشأن اليمن ويخرج المبعوث الدولي لليمن جمال بن عمر ليدعو كل الأطراف في عمران إلى وقف إطلاق النار والإلتزام بالاتفاقات الموقعة عقب وساطات كثيرة.

اللهم لا شماتة .. بعد عشرين عاما من احتلال ونهب وقهر وإهانة الجنوب تحل لعنته على الشمال اليوم ، الإصلاح حزبا وقيادات صعدت على أنقاض سقوط عدن .. الإصلاح اليوم حزبا وقيادات يتهاون وسيتهاون قريبا على أنقاض سقوط عمران.

الاصلاح استخدم الدين للوقوف مع الباطل .. ومن وقف ضد الاصلاح اليوم جماعة تستخدم الدين وتدعي الحق على الباطل.
يمهل ولا يهمل ولعنة الجنوب بالأمس تحل على الشمال اليوم .. بالأمس قال الرئيس المخلوع صالح مستهزءا أن حرب 1994 كانت جنوبية - جنوبية .. اليوم الحرب شمالية - شمالية ومع هذا لم يخرج الرئيس هادي( الجنوبي ) يستهزء كما فعل صالح ( الشمالي ).

اليمن على مفترق طرق بعد سقوط عمران .. والتاريخ يعيد نفسه من جديد .. فقادة الشمال يعيشون اليوم لعنة الجنوب الذي قتلوه ونهبوه واستباحوا أراضيه وشفطوا ثرواته واهانوا أبنائه واليوم يدفعون الثمن .

انه يمهل ولا يهمل

مقالات الكاتب