نور أمل جديد

حكومة صاحبة الجلال الملكة الحنونة اليزابيت الام ( رحمة الله عليها ) الحكيمة و لا سباب عدة حزمت امرها بإعطاء الجنوب الاستقلال طواعية و سلمية في 1 / يناير / 1968 م ، اعطاء الجنوب الاستقلال طوعيا و سلميا لا تعني بأي حال من الاحوال  دفعه للمجهول كما ذهب سوء ظن البعض حينها ، تمهيدا للذهاب نحو الاستقلال اقدمت حكمة حكومة صاحبة الجلالة بتأسيس لمقومات للدولة المدنية مع بروفة انتخابات حرة و نزيهة بالعاصمة عدن لتكون نموذجا لكل الجنوب مستقبلا ، من الذي دفع الامور بعد ذلك بعيدا عن مربع الانتقال السلمي السلس نحو الاستقلال امر يحتاج لشهادات من تبقى من معاصري تلك المرحلة و مفتعلي احداثها ؟ ! .

بعيدا عن تعسفات التفسير المادي للتاريخ او ربط المأساة الجنوبية بما حدث في يونيو 67 م بمدينة كريتر من قتل ثم سحل وصولا الى الاحراق و التمثيل بجثث الجنود البريطانيين هرطقة غير مقبولة ، جريمة كريتر البشعة عمل مقزز بكل المقاييس و عدم ادانته لحظتها و محاكمة مرتكبيه دفع لتكراره بين المتصارعين على وراثة المستعمر و تواصله بصورة ابشع بعد انفراد ( الرفاق ) بالحكم ، المقدمات الخاطئة التي قام عليها بنيان الدولة الوطنية الجنوبية الناشئة ادخلت فيما بعد الجنوبيين نفق 22 مايو  90م المظلم ثم هزيمة حرب صيف 94 م .

ان الباحث المنصف سيجد القاسم المشترك لكل النتائج الكارثية التي لحقت بالجنوب يتمحور بظاهرة عدم الاعتراف بالآخر الجنوبي و حقوق شراكته ، اشكالية مزمنة تجعل من امل استعادة الحلم الجنوبي المغدور به منذ 30 نوفمبر 67م تستدعي اولا اعتراف كل منا بالآخر و حقه بالاختلاف ، البداية بالاعتذار للنظام السلاطين السابق المكون الاول الذي لحق به الاذى من سياسة الاقصاء رغم انه نظام نتاج تراكمات تاريخية مجتمعية اصيلة و لم يكن دخيلا ، يليه في الضرر الفعاليات السياسية المتشكلة اثناء فترة الاحتلال البريطاني التي ان قدر لها الاستمرارية لشكلت نموذجا يحتذي به على مستوى جزيرة العرب سوى في تجربة المجلس التشريعي لعدن او حكومة الاتحاد او نظام تشغيل ميناء عدن .

عدم الجدية بتصحيح اخطاء الماضي تتجلى اليوم في سلوك متصدري المشهد السياسي الجنوبي الراهن و مواصلتهم ثقافة عدم الاعتراف بالآخر ، تعمد عملية اعادة انتاج الماضي تتواصل من خلال سلوك مدعي احتكار تمثيل الحراك الجنوبي بقوة سلطة و اعلام طرفي نظام صنعاء السابق ، العدائية المفرطة تظهر بصورة واضحة تجاه الجنوبي الاخر المتواجد على راس السلطة السياسية بصنعاء و المؤسسة العسكرية تحديدا ، اصرار عنيد على نمطية ثقافة الهدم و رفض مبدأ البناء من حيث انتهى الاخرين ، نزعة عدائية تدمر الراهن و المستقبل و تؤد نور أي أمل جديد باستعادة الحلم الجنوبي بوطن و هوية ، أسوا ما في الأمر ان لحقت اللحقة من المثقفين الانتهازيين و فقهاء 7 / 7 التكفيريين القادمين للحراك الجنوبي و تحت شعار ( وحدة الصف) يتطاولوا على طهر مناضلي خط البداية في اعادة من طراز جديد لمسلسل الاقصاء ، مناضلي خط البداية و كل رافضي مدخلات وحدة 22 مايو 90 م و مخرجات حرب صيف 94 م مع الرئيس هادي ينسجون راهنا نور أمل جديد بدأت تلوح ملامحه الاولية على يد قوى حداثية نـأمل تكاتف الجميع حولها حتى تبصر النور و تنتصر .

 

مقالات الكاتب