بما ان ثورات الربيع العربي هي ثورات انسانية في المقام الأول فإن مشاريعها السياسية تأتي متقدمة على مشاريع القوى السياسية التي وجدت نفسها في الحكم بعد الثورة، ولذلك عجزت هذه القوة عن التعامل مع الاوضاع بسبب تخلف مشاريعها، وهذا ما حدث في مصر على سبيل المثال..
أما في تونس فان حركة النهضة تناضل مع مختلف القوى من اجل مشروع سياسي انساني وحضاري في المقام الاول يلبي تطلعات كل القوى السياسية بحيث تكون الدولة معبرة عن الجميع في هذه الحالة، اما بالنسبة للإسلام فهو دين الدولة ولا خلاف في ذلك عند مختلف القوى السياسية،
واذا ما ارادت القوى السياسية الدينية ان تستمر في مشروعها التربوي والاسلامي فمن حقها ان تفعل ذلك فالمجتمع ميدان يتنافس فيه المتنافسون بأفكارهم ورؤاهم اما الدولة فهي للجميع والسلطة لمن يكسب في الانتخابات سواء كان حزبا او عدة احزاب بالتوافق.
في اليمن يبدو ان الاصلاح يمضي في الطريق الصحيح من خلال التوافق السياسي الا ان مشروعه السياسي كحزب يواجه تحديات كبيرة وليس امامه الا ان ينصهر في اطار المشروع السياسي الانساني الحضاري ليعبر فعلا وقولا عن مشروع ثورات الربيع الذي اظنه يتقدم كثيرا عن مشروع حزب العدالة التركي ليقدم اشراقة جديدة في المنطقة العربية مع جيل جديد من القادة السياسيين.