"الشخص" في هيئة "الرئيس اليمني"!

للرئيس عبدربه منصور هادي متملقوه ومنمقو أباطيله وصانعو انتصاراته الخارقة وفتوحاته التاريخية التي لا يؤمن بها أحد حتى الرئيس نفسه. 
بالأمس لاح الرجل أقرب ما يكون إلى "الشخص" في مسرحية فيروز الشهيرة. 
في كلمته أمام جمهور "الحوار الوطني" في موفنبيك، بادر إلى التذمر والتباؤس والشكاء والبكاء، تماما كما فعل "الشخص" مع بائعة البندورة التي قاتلت من أجل الوصول إليه كي تشرح له معاناتها جراء مصادرة البلدية ل"عربية الخضروات" لأن موكب الشخص كان مارا في الساحة وكان يتوجب عليها _ طبق تعليمات الأمن_ أن تخلي الساحة قبل مرور موكب فخامته. 
غادرت بائعة الخضرة مكتب الرئيس وهي تغني "جينا لحلال القصص تا نحل قصتنا .. ولقينا عنده قصة يا محلى قصتنا".
***
القتل يحصد أرواح اليمنيين في عمران والضالع بينما الرئيس يلتقي مسؤولين ومشايخ ومراكز قوى في محافظات أخرى لأنه يستعجل "الفدرالية" أو لأنه يتحلل من مسؤولياته باتخاذها مشجبا لعجزه. 
***
في الأثناء يواصل حزبيون فاسدون و"مسؤولون في صنعاء" و"بلاطيون احترافيون" وبلاطيون ناشئون، الترويج ل"الشخص"، العظيم والحكيم والجسور والفصيح الذي يجترح المعجزات من أجل إنقاذ شعبه العزيز. 
***
الرئيس هادي مطالب من أجل "الذوق العام" الذي يلوثه متملقوه المتكاثرون، أن يتخذ أية قرارات أو انجازات ملموسة كالقيام _على سبيل المثال_ بزيارة مفاجئة إلى حديقة 21 مارس لتفقد سير العمل فيها وتوجيه أمين العاصمة بسرعة إكمال تجهيزها للزوار قبل حلول الذكرى الثالثة لإنشقاق مستشاره علي محسن الأحمر على سلطة الرئيس السابق علي عبدالله صالح. 
ليقم الرئيس بهذه الزيارة إن لم يكن من أجل "الشعب الفرحان" فلأجل متملقيه وشعرائه الذين يتردون هذه الأيام في الابتذال لأنهم لا يجدون ما يقولونه في "حكمته" و"جسارته" سوى الوجدانيات المملة والعبارات الجوفاء وإلا فالنيل من ناقديه بالتخرصات التي تذكر بالمنشورات الرخيصة التي كانت تمول من مكتب الرئاسة في عهد الرئيس السابق.

* فيسبوك

مقالات الكاتب