هل علمنة جامعة صنعاء حل لمشكلاتنا؟

لا مناص ابدا من حركة التاريخ الدائمة ،وليس من مفر لنا سوى الاندماج في عجلتها التي لا تتوقف ، هذا ما تخبرنا به خبرة الايام وعصارة تجارب الأمم ، فقبل ردح من الزمن خاض الأوربيون حربا شعواء بين العقل والخرافة ليجدوا في العلمانية حلاً لكل المشاكل التي استعصى حلها ، فكانت بمثابة الترياق الذي اشفاهم من داء الدغمائية والخرافة ومكن العلم من اخذ مساره الصحيح بعيدا عن ايادي الرهبان والساسة الملوثة.

واليوم تبدو جامعة صنعاء هي الاخرى في حاجة ملحة الى جرع من العلمنة لتتغلب على كل آفاتها وتخرج من وضعها المزرى الذي كونته عواصف الفوضى وزوابع الغوغائية.

 لقد اضحى الوضع مأساوياً جراء ما تتعرض له الجامعة من حملات مضادة تكاد تعصف بها نتيجة الممارسات الشيطانية الشهوانية المؤدلجة ، فتزاوج عهر السياسة وطهارة التعليم جعلنا نمر بمخاض عسير انجب طفلا مشوها يعاني من نقص المناعة المكتسبة من الأب العاهر ، وهنا أتسأل : ما ذنب الأبن وذنب الطالب؟؟

لم يعد مطلبنا هذا من قبيل المزايدات او المناكفات او ابداء ميولنا الفكرية صوب الحداثة والعلمانية ، بل اضحت علمنة الجامعة مطلب حق لابد وان ينجز ، وتحيد التعليم عن اي تنافس سياسي او ايدلوجي او ديني يضمن لصرحنا المتواضع هذا ان يظل منبرا للعلم ورمزا للمعرفة وربا لثقافة والتسامح وقبول الاخر.

علينا جميعا الحفاظ على جسد الجامعة طاهرا و نقيا ، واذا ما اردنا التحزب فلنفعل ذلك بوعي وادراك ومعرفة ،بعيدا عن العصبية العمياء التي امست حجر عثرة امام مسيرة التنوير العلمي.

لقد غدت السياسة داخل حرمنا الجامعي ثعبان ارقم يسمع فحيحه وهو يزحف ببطيء صوب حمامتنا البيضاء ، ولكم يتوجب علينا انقاذ حمامتنا الضعيفة والكف عن لعب دور المشاهد السلبي الذي يكتفي أما بالتصفيق أو النواح .. والكل يدرك دون شك سبب الوضع الراهن الذي نعيشه وطرق وسبل معالجته ، ولم يتبقى لنا سوى الانتقال من طور تنظيرنا الفكري وقناعاتنا العميقة بضرورة الاصلاح والتغير الى طور الممارسة العملية لكي نسقطها على ارض الواقع.

لقد أصبح الصمت المطبق خيانة لا تغتفر ، وان تمكنا من النجاة بانفسنا اليوم فلن تغفر لنا الاجيال القادمة سكوتنا عن تدمير مستقبلها وحقها في نيل تعليمها المحترم.

كطلاب مستنير تقع علينا مسؤولية المطالبة بحقوقنا بل وانتزاعها من كل الجهات التي تسلبها بدئا من رئاسة الجامعة ومرورا باتحاد الطلاب الغير شرعي وانتهاء بالمدرس والطالب.

لقد ضقنا ذرعا بمن استباح حقوقنا واتخذ منا مطية لتمرير مشاريعه بناء على القاعدة المكيافلية "الغاية تبرر الوسيلة" حتى على حساب مبادئه وقيمه ليصل الى اهدافه الشخصية الدميمة والدنيئة .

لن أصمت بعد اليوم ابدا كما اني لن انجر مجددا كفرد في قطيع للغنم ، لست اطلب الكثير ، كل ما اريده ان اتعلم وحسب .. اريد ان اتعلم بعيدا عن المماحكات المؤتمرية والإصلاحية والاشتراكية.. فقط دعوني ادرس بسلام.

الاشتراكي نت