الضالع تظللها أرواح الشهداء

جولة جديدة في سفر النضال من أجل حياة الإنسان وضد القتل على مر الزمان والمكان تحتشد الضالع اليوم الإثنين 13يناير لترفع صوتها بكل ما تملك من إيمان بأهمية الحياة وتقديس الإنسان الذي كرمه الله وجعل دمه وماله وعرضه حرام لايجوز التعدي عليه.
الضالع ومعها كل الشرفاء من كل مكان تخرج للتنديد بالجزارين أعداء الإنسانية أمس واليوم في كل زمان ومكان، من أي لون وكيان، ضد كل (الضبعان) البشرية التي استرخصت أرواح الناس، ولا معنى لتوقيت التشييع في مناسبة ما تزال جراحها لم تندمل بعد منذ 28عاما إلا أن الضالع وهذه الجموع تنادي بكل حواسها: كفانا دماء واقتتالا وصراعات.. مطلبنا الحياة الكريمة وعلى المتحاربين أن يخرجوا من أرضنا وسمائنا وهوائنا وحبات الرمل.. أن يرحلوا عنا لنعيش بسلام وعليهم أن يغادروا حاضرنا ومستقبلنا وذكريات الذاكرة..
جريمة سناح ،أجمع على بشاعتها الرسمي والحزبي والشعبي والدولي وتداعى للسير في موكب تشييعها كل الطيف السياسي والاجتماعي، والإنسانية جميعها تقف منها موقفا واحدا..
وكمواطن ضالعي من حقي أن أصرخ لتتجاوب مع نبرات صوتي جبال الشعيب وحرير شرقا وجحاف والأزارق غربا فأقول: يا قومنا آن للضالع أن تستريح من طول معاناة، هل تعرفون أن الضالع تحتل المرتبة رقم واحد من حيث التلوث البيئي وتتصدر بجدارة محافظات الجمهورية في تجارة حبوب (الديزبام) والمخدرات بحسب التقارير الرسمية .. وفي قلب عاصمتها تتمدد أكبر بحيرة مجاري وتحاصر مدارس البنين والبنات وروضة الأطفال والمجمع الصحي وكلية التربية؟!!.
وفي هذا يستوي من يقتل الضالع بالرصاص والدبابات أو التلوث والمخدرات، تعددت الأسباب والوسائل والموت واحد، والضحية هي الضالع.
الضالع بحاجة إلى هبة شعبية متساوية الأضلاع لكل عقلائها وسياسييها ووجهائها وكل الشرفاء الحريصين عليها، أن يتداعوا لأجل هدف واحد، هو الضالع ومصلحة أبنائها، أمنهم واستقرارهم وسكينتهم وإيقاف النزيف وتطبيب الجراح.
وبمنطق برجماتي، يا أهل الضالع، هاهي أبين تبرئ من حروبها وعللها والتعمير جار فيها والتعويض يصل إلى أهلها، ومثلها حضرموت أعلنت عن هبتها العاقلة فحققت مطالبها الحقوقية وتفهمت القيادة السياسية لصوتها، وحتى ردفان الجارة جاءت الأعراف القبلية والمجتمعية لتضبط الإيقاع الأمني فيها، ووحدها الضالع، بلد الزعماء والقادة ومن أداروا دولة لم يعلنوا بعد عن تحركهم الإيجابي لأجل أهلهم وذويهم، ومن لم يساعد نفسه لن يساعده الآخرون.

مقالات الكاتب