التصعيد الميداني ..


بداية نستهل أسطرنا المتواضعة هذه بالترحم على شاعر أبين و الجنوب الكبــيــر الفقيد الراحل المشطر القائل :
أنا دي سيت لك قبة و سويتك ولي و إلا قدك با تمسك الموهر مع لبتال 
و إذا أتخربطين البل شفني اعرف بلي و أتأكد أني عارف الطيب من البطال 
حاكم صوملي و المدعي جا صوملي وكيف لو عاده وصل شاهد من الصومال 
ما يدفعنا لاستذكار قول الشاعر الكبير المشطر ( رحمه الله ) الحالة المـأزومة التي أوصلتنا إليها صراعات ( الرفاق ) من خلال ما تقوم به ماكنتهم الإعلامية من مكايدات بعضهم لبعض متناسيين أن من قاد الجنوب طوال المراحل السابقة بدموية مفرطة و توجها بالهزيمة العسكرية صيف 94 م لا يمكن أن يذهب بنا للانتصار ، حاله مزرية تدفع كل الحريصين و الغيورين على الثورة التحررية الجنوبية الترفع الأخلاقي و النضالي عن الارتباط بكل ( الأكشاك ) و ( الدكاكين ) الذي يقف على رأسها أعضاء المكتب السياسي و اللجنة المركزية (للاشتراكي ) و الاكتفاء بالتزام خيار التصعيد الميداني وسط جماهير الحراك ، ما يجب التحوط منه و عدم الوقوع بفخه محاولات القادمين من ثورة التغيير اليمنية لجر ( الحراك ) لمربع التقوقع المكاني داخل ( مقرات ) أو ( ساحات ) أطلق عليها مجازاً بساحات التحرير بما يتناقض و طبيعة البيئة الحاضنة للحراك الجنوبي الممتدة من المهرة إلى باب المندب .
حتى اللحظة السفر النضالي للحراك الجنوبي رائعا بكل المقاييس مع ذلك يظل الفعل الثوري نقيضا للرتابة و الضرورة الثورية هي من تفرض أولوية روح التجديد لاستمرار دفق الثورة نحو غاياته النهائية بالتحرير و الاستقلال و استعادة الدولة ، التجديد سمة العصر و سنة التطور و ضمانة لتحصين الفعل الثوري من انتكاسة اليــأس التي تقود إليه حاله التقليد المملة و البليدة ، لهذا التصعيد الثوري الراهن علية تجنب تكرار و إعادة إنتاج تجارب المليونيات و العصيان المدني السابقة لان مثل هذا يمثل إفلاسا و محبطا لجماهير الثورة ، في هذا السياق تقف أمام شعبنا الجنوبي راهنا مناسبة وطنية هامة إلا وهي ذكرى الأول من سبتمبر عيد جيشنا الباسل صاحب الانتصارات العظيمة في الوديعة وحرب 72 م وحوف و حرب 79م ، لذلك من التقليدية و البلاهة أن يتقدم من ( كوعوا ) وولوا ( الدبر ) أثناء حرب اجتياح و احتلال الجنوب صيف 94م لتصدر المشهد السياسي الجنوبي و التحدث باسم جيشه العظيم .
أن استمرار بقاء الحراك التحرري الجنوبي متواجدا في الشوارع و الميادين كما بدأ سيرته أول مرة هو الضمانة لنقائه الثوري و حتمية انتصاره التاريخي ، الامال المعقودة اليوم من التصعيد الميداني الراهن أن نشهد خروج جماهير الجنوب فرادا و مثنى و زمرا من كل بيت و حارة وشارع بما يشكل طوفان بشري يقتلع الاحتلال اليمني الاستيطاني و مشاريع حواره المنقوصة المشارك فيها عن ( حرافيش ) الجنوب أبو سند البيضاني و محمد الشدادي نعجة الرئيس المخلوع صالح ، التواجد المتواصل بالميادين بعيدا عن المناسباتية الكرنافالية وحدة القادر على أنهاك المحتل اليمني وقطعان مستوطنيه و حسم الصراع كليا لصالح التحرير والاستقلال و استعادة الدولة ، وحده الزحف الجنوبي الهادر في طول الوطن المحتل و عرضة قادر على إنضاج و تسريع العوامل الذاتية و الموضوعية لتحقيق الاستقلال الناجز و غير مشروط وقيام جمهورية حضرموت الاتحادية و عاصمتها السياسية و الأبدية مدينة عدن الجميلة و الباسلة . 
*خور مكسر العاصمة عدن 22- أغسطس - 2013 م 
*منسق ملتقى أبين للتصالح و التسامح و التضامن

مقالات الكاتب