خربشة قلم ( 2 )

 
توطئة
 
إنها أيام مباركة نعيشها أياما تشع بالنور ونحن نصادق أضواء شهر رمضان المبارك شهر أتى ومعه كل الخير للأنام ومن أدركه وفاز به فقد فاز بالرحمة و بمغفرة من الرحمن و عتق من النار, شهر نقصد فيه وجه الله عز و جل ونتضرع أن يقبل منا الصيام والقيام وتلاوة القرآن فهو شهر الرحمة والقرآن,  شهر الخير والنفحات والبركات. 
إذا كانت الرحمة والمغفرة والعتق من النار هي حصاد الشهر الكريم فأن المحافظة على هذا الحصاد لا يمكن ان يتم إلا بمراقبة الله سبحانه وتعالى واستشعار مخافته جل وعلا, فمخافته هي أفضل السبل للسيطرة على النفس وكبح جماح نزعاتها وميولها وغرائزها باعتزال المعاصي والذنوب والإقبال على طاعته وعبادته, لا على التزييف والخداع, وقد حاولت ان أتوقف عن الكتابة خلال هذا الشهر الفضيل لا لشيء وإنما لكي لا أكون متسببا في إغاظة احد ولكن ما حدث لم يدع لي الخيار, وبعد تردد لأيام خلت قررت هذه الليلية الكتابة. 
 
 
وللكذب عنوان
 
لا ادري كيف لي ان أوضح صورة لجريمة تنبئ عن وضع بيئي مزري وهي في الواقع واضحة بكل أبعادها وتفاصيلها وهي ماثلة للعيان على شواطئ المكلا وامتدت شرقا وغربا, وحقيقة لقد " زاد الماء على الطحين" وعجنوها عجن, كعجنهم لرمال أجمل شواطئ حضرموت بالمازوت.
 شيء مؤلم ان يبلغ الاستهتار بنا هذا الحد, ولم يكتفوا بما حدث وإنما زادوا عليه ممارسة هوايتهم المفضلة وشغلهم الشاغل على مدار الساعة ألا وهو الكذب الذي لو كان له عنوان فاني اجزم بأن مسقط رأسه ومسكنه يقبع في قلب كيان المحتل وأدواته, لذا لم يكن غريبا هذا القدر من التبجح والتدليس الذي ساقه العيسى أسوة بنظامه الذي دأب على ذلك دون حياء أو واعز من ضمير. 
اننا لا نرمي بلانا على الآخرين ولكن لكل فعل ردة فعل, كما اننا لم نتخطى حدودنا بل هي من تخطتنا وسمحت لهم بتطويع مآسينا لصالحهم وتحويلها لمطية كعادتهم في تطويع المآسي واستغلالها للكسب المادي بأي شكل وأي طريقة كانت, اني لا قول كلام عبثي كمبررات العيسي لجنوح "الباخرة الكارثة" إنما تفريغ لشحنة ألم جراء ما لحق بنا من ضرر ومحاولتهم تجريعنا سوء تصرفهم, إذ لم يكتفوا بما اقترفوه من حماقات كبرى حين انقضوا على الجنوب بمقدراته بل و امتد عبثهم لحد خنقنا بالسموم, وفوق ذلك يكذبون, انهم يدمرون كل شيئ حولنا, وفوق ذلك يكذبون, يدمرون حتى حقنا في الحياة التي وهبها الله لنا وفوق ذلك يكذبون. 
فـ "لو أردت أن يصدق الناس كذبك ، امزج معه بعض الحقائق".
 
 
إلى كبار المسئولين, من أبناء حضرموت خاصة والجنوب عامة
 
ان الإنسان الغير مشكوك في قواه العقلية لا يمكن ان يتخيل مدى معاناة حضرموت وهي الضرع المدر الذي لم يكفوا يوما عن استحلابه, و سنة تجر اخرى ونحن نقاوم محاولاتهم لإذلال حضرموت و الجنوب بشعبه أمام العالم اجمع وإظهارهم بمظهر العاجز عن الذود عن أرضه وعرضه وانتم تتفرجون علينا وكأن الأمر لا يعنيكم. 
عندما تتعارض مصلحة الفرد مع مصلحة مسقط رأسه فمن البديهي ان يقف الإنسان السوي مع مصلحة أرضه ومسقط رأسه لا مع أطماعه وجشعه لذا فان حضرموت تناشدكم بالترفع فوق المصالح الذاتية الضيقة لإعادة وصل ما انقطع مع أهلكم جراء تتالي سقطاتكم والذي ستقودكم الى انسلاخكم عن جذوركم. 
ان ما دفعني لسوق ما تقدم هو طريقتكم في التعامل مع الكارثة بدم بارد, فتحركوا قبل ان نصدق انكم بمثابة أحجار صماء لا حياة ولا أمل فيها بعد ان سيطر وسكنكم الخوف من احتساب أي موقف عليكم كموقف سياسي, تحركوا, فمازال الأمل يحدونا في تجاوبكم مع اتجاهات العقل والمنطق.
 وكما قال أمير الشعراء احمد شوقي "وطني لو شُغِلتُ بالخُلدِ عنّه.. نازعتني إليه في الخُلدِ نَفسي"

مقالات الكاتب