مقامرو المرحلة الانتقالية اليمنية!

مؤتمر الحوار الوطني مطالب بحسب اجندة الكبار أن ينهي أعماله خلال شهر ونصف, أي قبل سبتمبر المقبل.

وفي الأثناء تدرس لجنة حكومية مصغرة سبل وآليات تنفيذ النقاط ال20 التي أحالها الرئيس هادي على الحكومة بعد أن جمدها في أدراج الوعود الرئاسية عشرة أشهر تقريبا.

طبق المنهج السلحفائي للرئيس, واسع الصلاحيات والتأييد, فإن من المرجح أن تستغرق الحكومة عدة أشهر لتنجز الأليات... ما يفيد أن مؤتمر الحوار الوطني سينهي أعماله قبل أن تقدم السلطة التنفيذية على أية خطوات جدية في تنفيذ النقاط ال20.

لكننا نعلم أن النقاط ال20 استهدفت اساسا التهيئة للحوار لكي تتحقق له فرص النجاح. هذا الهدف النبيل أكده ثلثي أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الذين أعلنوا على اليمنيين أن لا فرص نجاح للمؤتمر من دون تنفيذ هذه النقاط.

المغزى أن نتائج الحوار تستبق التهيئة له! هذه لعبة الرئيس هادي واطراف المبادرة الخليجية الذين لا يظهرون أية دلائل على حنكة أو رشد في سلوكهم السياسي. لا يريدون التهيئة للحوار, ويهيئون البلد لمرحلة انتقالية ثانية إذ يستعجلون نتائج حوار مقدر له الفشل.

هؤلاء المعمرون بيولوجيا وسياسيا وثوريا, مقامرون جدا. إنهم بطيئون بحكم الزمن لكنهم مستعجلون جراء ضيق الأفق ومحدودية الخيال. هم, بالتالي, مقامرون من غير أن يتحسبون أو حتى يدركون إلى أين يأخذون البلد.

استطرادا, يريدون نتائج سريعة للحوار في ظرف شهر أو شهرين أو ثلاثة_في حال تمديد الحوار_ لكن أحدا منهم لم يتكرم بإطلاعنا على مشاريعه الجاهزة للنظام السياسي الجديد وشكل الدولة وكيف سيجذبون أغلبية الجنوبيين لوصفاتهم العبقرية السرية.

اليمن حقا في يد آمنة أو أمينة!

مقالات الكاتب