مؤقتا ..لست جنوبيا

سأعلق جنوبيتي مؤقتا ،الى أن يتفق الاخوة الرفاق فيما هم فيه مختلفو ن ويغادرون مربع العبث الى ساحات الفعل السياسي الرزين والمنضبط الذي يجسد فعلا آمال الأمة ويحترم نضالاتها ويقدس تضحياتها.

فما يحدث اليوم من شقاق واختلاف وخلاف حول قضايا لا ينبغي الاختلاف حولها أمر محزن ومخز ومعيب ..

ومثل هذه الخلافات غير المبررة والتي تمثل استنساخا لتجارب مماثلة شهدها الجنوب عبر مراحله المختلفة ، انما هي تصرفات هوجاء ومعيبة ولا تشرف أحدا ان يكون في معمعتها مهما تكن المبررات.

فما يحدث اليوم من اختلاق للصراع واستجرار للنزاع وان كان سلميا فيه من الاساءة للجنوب الكثير  وهو رسم لملامح الماضي  الذي  أوصلنا الى ما وصلنا اليه ، والطامة والكارثة ان نعيد انتاج ذلك السلوك بكل مساوئه، لأنه اولا واخيرا لن يوصل هذه الجماهير الا الى مزيد من الشقاق، والافتراق، وتعزيز فرص الاختراق للاعبين كثر سيعزفون على نغمة الخلاف المقيتة التي حلموا بها وعملوا لأجل الوصول اليها كثيرا ويبدو أنهم شارفوا على النجاح.

لا أفهم كيف يفكر البعض الذين يرهنون وطنا جريحا لأمزجتهم واهوائهم، يتفقون متى يريدون ويختلفون متى يريدون، متناسين ان هنالك شعب يئن ويحتاج الى من يأخذ بيده لينجو، لا من يدفعه بقوة الى بئر سحيق مظلم ، ان هو سقط فيه فلن يجد له بعد ذلك منقذا.

ليس من النضال ولا الوطنية ان يستمر العبث بمشاعر الناس وتشتيت جهودهم، والاستهتار بتضحياتهم ارضاء لنزوات ورغبات ذاتية، سيكون الجنوب آخر المستفيدين منها بل هو اول المتضررين منها، وليس من الحكمة ولا العقل ،ولا الدهاء السياسي  ان يتعامل سياسيون بلغوا من العمر عتيا قضوا معظمه في ميادين السياسة والقيادة مع قضايا غاية في الحساسية ، بسلوك مراهق  وكأنهم  لما يزالوا بعد في طور تعلم أبجديات السياسة.

عطفا على ما سبق  واستنادا الى شواهد وقرائن عديدة اتوجه بالنصح الى شيوخ السياسة الجنوبية بأن يعرضوا أنفسهم على أطباء نفسانيين مختصين بالعمل السياسي  ليتأكدوا من مدى صلاحيتهم لإدارة هذه المرحلة ،وتقدم نضالات هذا الشعب الجبار الصابر المرابط ، فأن اخبروهم بأنهم مازال فيهم مقدرة على  قيادة هذه الأمة وتوجيه نضالها والبقاء في طليعتها ،فهذه الساحات بانتظارهم والجماهير على اهبة الاستعداد للسير ورائهم، وان هم  أخبروهم انهم قد هرموا وشاخوا وان وجودهم بات عقبة كأداء ومصدر اعاقة للمسيرة الثورية الجنوبية فلا ينبغي عليهم ان يكابروا وان يسارعوا للاعتذار والاعتزال  ففي  الميدان من الشباب من هو اكفأ واقدر على تصدر المسيرة بوعي وعقل نظيفين  وباستعداد للموت في سبيل الأهداف المنشودة.

مقالات الكاتب