(حوار) المرحلة الثانية للمبادرة

الأفق المسدود للحوار اليمني وفق المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة كانت مؤشرات فشله واضحة منذ البداية بتالي ليس مستغربا إجماع الرفض الجنوبي لها , الملفت اختيار تاريخ تدشين (حوار) المرحلة الثانية في ذات توقيت إعلان فتوى تكفير الجنوبيين صيف 94م من قبل فقهاء حزب الإصلاح اليمني التكفيري مما يعطي مؤشر على قتامه المرحلة القادمة , فإذا كان توقيت انطلاقة الحوار اليمني في الذكرى السنوية الأولى ليوم جمعة الكرامة 18 مارس الذي ارتكبها الرئيس صالح ومليشيات اللقاء المشترك ضد شباب الساحات قد كشف حقيقة اختصاصه في حل أزمة السلطة بين الإخوة الأعداء من عصابات آل الأحمر بالعاصمة اليمنية صنعاء , فان توقيت تدشين بدء حوار المرحلة الثانية مؤشر على أن الطرف اليمني قد حسم الأمر بإقصاء المسالة الجنوبية من أجندته مع استمرار تمسكه بنهج التكفير وخيار الحسم العسكري و التصفية الجسدية لأبناء الجنوب العربي.
بعد ذلك عند قراءة مفردات بيان المبعوث الأممي جمال بن عمر أمام مجلس الأمن الدولي الثلاثاء 11-6-2013م نتوقف عند توجساته من أن الحراك التحرري الجنوبي يدنو من نقطة تحول إشارة إلى أن (حوار) صنعاء مجرد مضيعه محفوفه بالمخاطر , كما أن اختيار توقيت بدء الحوار بمرحلته الثانية لم تكن عبثية وكذلك انتقاء مفردات بيان المبعوث الأممي فكلها تؤشر على احتمال تصاعد النزعة العدوانية اليمنية بما يدفع مناطق جنوبية إلى أحضان جماعات  الفوضى الخلاقة , تزامنا مع حالة الفراغ والغياب الأمني المتعمد تتم لحظتها عملية إعادة تنشيط مخطط الاغتيالات للرافضين للتسوية وفق المبادرة الخليجية من أنصار خيار استعادة الدولة والهوية الجنوبية ,ملامح الوجه القمعي القبيح لحوار المرحلة الثانية للمبادرة عبر عنه سلفا  بوضوح باعتماد منهجية سياسة العقاب الجماعي ضد  الجنوبيين بتواطؤ توافقي من حكومة الشراكة بين الرئيس صالح واللقاء المشترك .
أمام جملة التحديات المفروضة كان المفترض مواجهتها برص الصفوف والتصعيد الثوري من خلال تفعيل العصيان المدني وتعميمه على بقية محافظات الجنوب , العكس من ذلك لوحظ في الآونة الأخيرة تراخي رد الفعل الثوري في مؤشر واضح على وجود خرق امني أو ربما سوء تقدير قيادي , بعيدا عن لغة التخوين الاختراقات الأمنية ليست كشفا جديدا مثال عليه المجلس الوطني الأعلى الذي تأكد فيما بعد اختراقه من قبل حزب الإصلاح اليمني (عبدالله الناخبي نموذجا) وليس بعيدا عنه حركة (نجاح) التي هي بالأصل (بضاعة) أحزاب اللقاء المشترك (احمد القنع نموذجا) , الطبيعة الهشة للمكونات الحراكية ألسفري يتكشف ضعفها البنيوي وعدم قيامها على أسس مبدئية من خلال وقائع ونتائج مؤتمرات المنصورة والمحافظات التي أعادة إنتاج ذات الوجوه المأزومة والنفعية في تأكيد أخر على عدم القدرة على التجدد والانتماء لروح الثورة , واقع مزري المكاشفة به ضرورة نضالية للمعالجة الجذرية استعدادا لمواجهه تحديات استحقاق (حوار) المرحلة الثانية للمبادرة الخليجية الذي كل الدلائل تؤكد ذهابه نحو التكفير والحرب تمهيدا لمخطط (الإزاحة السكانية) الذي بشر به  الزعيم الإصلاحي الراحل الشيخ عبدالله حسين الأحمر.
مجرد ملاحظات:
- تطاولات (بشرى ألمقطري) على البيوتات العربية الكريمة المحترمة المؤصلة وخاصة (الهاشميين) تأكيد أخر أن (الاشتراكي) حزب لكل ذي عاهة اجتماعية أو أخلاقية.
- الوزير حورية مشهور تتباكى على القتلة في جوانتانامو بينما لم يرف لها جفن على المعاناة الإنسانية للأسيرين احمد المرقشي وفارس الضالعي أمر غير مستغرب على من احترف كتابه التقارير الأمنية السرية على مناضلي الحراك الجنوبي لصالح الجنرال الأحمر وحزب الإصلاح.
زنجبار – أبين 13يونيو 2013م
منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن

 

مقالات الكاتب