لا مناص من القصاص لامان والخطيب والسامعي

ماذا يمكن أن نقول بعد هذا الاستهتار الذي فاق التصور، وتجاوز العقل والمنطق والأخلاق، ليصدمنا بعد مضي أسبوعين من مقتل الشابين (أمان والخطيب) والقضية مازالت تراوح بين القبض على أحد المتهمين المعلومين، والبحث عن الآخر، هكذا قالوا، ولكننا نسمع ونعلم أن الأمور تسير سيرا عاديا، وأن المتهم (أحمد العواضي) هو ضيف لدى وزير الداخلية، بحسب ما نشرته وسائل الإعلام وأنه لا محاكمة ولا قصاص ولا هم يحزنون، وأن الفكرة تتجه إلى المصالحة وقبول (الدية).

بالله عليكم دية أيش يا هؤلاء؟! ألم يكن الشيخ العواضي نفسه قد صرح بأنه يضع نفسه وأهله بيد العدالة مقابل الإفصاح عن الحقيقة، وهو يعلم أن الحقيقة قد رآها الناس.. قتل ودهس في عرس، وهو تجاوز للقيم الإنسانية التي لا يقبل بها أي إنسان، قتل لأبرياء في عمر الزهور، ترى لو كان الشابان من أبناء العواضي أو أهله، ماذا كان سيفعل، لن نجيب، فالجواب واضح للعيان!.

نحن عندما نطرق قضايا الدم الحرام والمسفوك بطريقة إجرامية ومحرمة، إنما ننطلق من كتاب الله جل وعلا، ومن سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومعلومة آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن النفس والدم والقتل ومعروف (دستور دولة المدينة الذي وضعه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، والمتضمن (52) مادة تعتبر دستورا للأمة الإسلامية وللعالم كلها ومعظمها تؤكد على كرامة الإنسان وحقه وحفظ ماله وعرضه وتحرم دمه... إلخ.

إذن، ليس هناك من عدالة، بعد كل ذلك إلا شرع الله سبحانه، فالقاتل يقتل مثلما قتل، ولا يحتاج الموضوع لتأخير وفذلكة، ونرى أن آل العواضي يفترض بهم حقن دم المسلمين وأن يبادروا لتطبيق شرع الله بدون محاكمة أو تدخلات وعليهم ألا يدوسوا على دماء الناس بطرح (الدية) فهذا عمل شنيع، ونرى أن يتعظوا بأفعال إخواننا في (يافع) وفي (ماوية) عندما طبقوا القصاص بسرعة فائقة، ولا مانع من أن يأخذ ذلك طابع القانون المجيز لتطبيق العدالة، أما إذا تمت المماطلة فهذا (عيب أسود) كما يرى أهل صنعاء، ولا يمكن أن يصبح السواد هو سيد الموقف أيها السادة!.

أخيرا نشكر فريق القضية الجنوبية الذي قدم بيانا شافيا لمظالم الجنوب التي هي ضياع الدولة واحتلالها تماما مع إشارتهم للشهيدين (أمان والخطيب) وشهيد كريتر (الدرويش) وغيرهم مع تأكيدنا أن الأرقام كانت مهولة، ويجب أن يكون التمسك بالحق بحجم القضية.

أما أهل الدم (آل أمان) و(آل الخطيب) فهم أهلنا وما يرونه نراه معهم، حتى لا يقال إننا تجاوزناهم وبالغنا في طرح هذه القضية الخطيرة للغاية. ولرئيس الدولة الكلمة الفصل كما نعتقد.

إشارة:

نذكر أن المواطن عبدالرحيم عبدالحميد السامعي قتل في سوق المعلا عنوة وبدم بارد، قبل مقتل الشابين (أمان والخطيب)، وكلهم دمهم غالٍ علينا، ولا تنازل عنه!.

مقالات الكاتب