أي وحدة هذه التي يحتفلون بها؟

يتبادلون التهاني والتبريكات والضحكات والقهقهات ، ويقيمون الاحتفالات الراقصة ومواسم التهريج ويتغنون بما يسمونها ( المنجزات العظيمة ) التي تحققت منذ 22 مايو 90م ، وينفقون مئات الملايين عبثا وفسادا ونفاقا على حساب حاجيات وخدمات المواطن وأمنه واستقراره . إنهم يرقصون على دماء ورفات الشهداء والموتى وعلى أجساد ملايين المقهورين ، ويقيمون الولائم العبثية وهم يعلمون علم اليقين أنهم يحتفون بميلاد حلم كانوا قد دفنوه وداسوا عليه بأقدامهم وبكلما نالته أيديهم من مخرجات التصنيع العسكري الغربي والشرقي وما جادت به قرائحهم من فتاوى تكفيرية ودعاية تضليلية ، وحروب نفسية شاملة .

فإذا كان العقلاء من جميع التوجهات والمشارب السياسية والفكرية والتكوينات الاجتماعية والمهنية مجمعون على أن اتفاقية 22 مايو 90م بين الدولتين اليمنيتين قد انتهت في 7 / 7 / 94م ، وأن الجنوب منذ ذلك التاريخ المشئوم يحكم بالاستعمار والشمال يحكم بالاستبداد ... فأي وحدة هذه التي يتحدثون عنها وهم يعلمون أن عدن وبقية المناطق ذات الطقس شديد الحرارة يعيش مواطنيها نصف وقتهم بدون كهرباء في ضل تزايد نسبة المرضى ، وفي ضل حاجة الطلاب والطالبات الماسة للكهرباء وهم يواجهون الامتحانات في مختلف مراحل الدراسة بينما يتم التحكم بالطاقة الكهربائية من صنعاء كواحدة من وسائل الحرب الظالمة التي مارستها وتمارسها صنعاء ضد عدن وعموم مناطق الجنوب وعدد من مناطق الشمال وعلى ذلك تقاس بقية الأمور المتعلقة بحياة المواطن وحقوقه العامة والخاصة التي سرقوها منه باسم الوحدة مثلما قتلوا وجرحوا واعتقلوا وطاردوا ونهبوا وسلبوا باسم الوحدة التي قالوا عنها بأنها قد عمدت بالدم ، والله المستعان على ما يقولون وما يفعلون .

مقالات الكاتب