لا زال حيا و وهاجا في ذاكرة الجنوبيين

 

توفيقا من الله ورؤية ثاقبة توحد فيها الرئيس السيد/ علي سالم البيض مع تطلعات ناسه و أهله من شعب الجنوب العربي بإعلان فك الارتباط 21 مايو 94م أمر جعله بطلا وطنيا  وزعيما شعبيا يضاف لرصيده كأحد ابرز قادة حرب الاستقلال الأول 30 نوفمبر 67م , موقف تاريخي شجاع جعله قامة وطنية مترسخه الجذور تصعب مهمة أراجيف وأباطيل أعلام الاحتلال اليمني والمتعاونين معه من هز مكانته في قلوب أبناء شعبه و إصرار حملها صورة فوق الهامات , الموضوعية العلمية عند تقييم إعلان فك الارتباط تكمن في دراسته بإطاره التاريخي لذلك الملم بظروف تلك المرحلة يقف احتراما أمام شجاعة و إقدام من اتخذ القرار بمواجهه تحدي تركه ثقيلة وعدائية من ثقافة الوحدة التي كرسها تيار (اليمننة).
بعيدا عن مقولات البرجماتيون حول صوابية الفكرة في نجاحها ورواجها يظل أصل وجوهر الموقف المعلن 21 مايو 94م بداية مرحلة تكسر جبل جليد (اليمننة) وعودة الوعي الجنوبي بهويته , المضامين العملية لإعلان فك الارتباط كانت تصويبا لمسار الحركة الوطنية الجنوبية المعوج منذ خمسينات القرن الماضي , لان حقيقة الأمر كذلك جاء الالتفاف الجماهيري حوله ومليونية المليونيات بذاكرة التاسعة عشر ستثبت انه لازال حيا ووهاجا في ذاكرة الجنوبيين وجدانهم , مع ذلك ورغم تمثل روح الإعلان لنبض الشارع الجنوبي حاضرا ومستقبلا إلا أن توقيت إعلانه في ظل موروث الثقافة السائدة لحظتها وهيمنة (الاشتراكي) على المؤسستين المدنية و العسكرية الجنوبية حينها مع اختلال توازن القوة والتحالفات الدولية كلها عوامل سلبية فرضت ظلالها على ديباجة الإعلان ومفرداته اللغوية و أخرجته على تلك الشاكلة , الإشكالية اليوم في من ينبري  لأعادت نشر النص الأصلي لإعلان فك الارتباط في محاولة يائسة لتوظيف مفردات النص الشكلية للتشويش و القفز على مضامينه الجوهرية ونتائجه الايجابية , أعادت نشر النص في هذا التوقيت الحرج موقف مرفوض شكلا وموضوعا و واهم من اعتقد انه بهذا التصرف يمكنه إعاقة مليونية المليونيات المرتقبة بساحة العروض / خور مكسر مساء 21مايو القادم .
إن عظمة إعلان فك الارتباط تكمن في قدرته تحويل جوهره خلال تسعة عشر عاما نضاليا إلى ثقافة وسلوك يومي لنضال الجنوبيين من اجل التحرير و الاستقلال واستعادة الدولة , حكمة القرار تتجلى في انه استوعب إرادة الشعب وتطلعاته المستقبلية لذلك تجاوزت الجماهير المؤمنة بصدق نوايا قيادتها النظر بمفردات صياغته اللفظية مستلهمة روح مضامينه بفك الارتباط مع كل ما له علاقة بخيار (اليمننة) ومورثها الثقافي , انطلاقا من تلك الحقائق ألمعاشه تأتي أهمية التمسك به بل مراحل تطور الثورة أثبتت حنكة و حذاقة من تعنى بصياغته التي أتاحت تجاوز موروث (اليمننة) التراكمي , الأسف يظل على إسفاف وإفلاس المتساقطين المروجين لإعادة نشر أوراق تجاوز ثبات القيادة المبدئي ونضال الشعب الدءوب نصوصها الشكلية متمسكا بجوهر وروح الإعلان الذي ستؤكد مليونية المليونيات السابعة القادمة انه بعد تسعة عشر عاما لازال حيا ووهاجا في ذاكرة الجنوبيين الوطنية ووعيهم وضمائرهم .
 
*منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن

مقالات الكاتب