أخرتها شمالي!

خلال السنوات الماضية وحتى اليوم دأبت وسائل إعلام شمالية على اتهام الجنوبيين وتحديدا الحراك الجنوبي بأنه يمارس أعمال تفتيش بالجينات والهويات وهذا جده من أين ووو وكل هذا الكلام غير صحيح البتة .

اليوم الجمعة صحوت على اتصال من زميل يقول لي قوم يا شمالي ، اطلعت لاحقا وعلمت ان موقع "يمن برس" الممول من علي محسن الأحمر نشر خبر مفاده ان فتحي بن لزرق أصوله شمالية!

لا ادري مصدر "موقع يمن برس" في هذا الخبر لكنه قال ان المصادر قالت له أن فتحي بن لزرق ينتحل أسم بن لزرق بينما أسمه الحقيقي فتحي الزرقة كما هو مدون في بطاقته الشخصية..

هذا أمر غير صحيح أيضا كون ان اسمي في البطاقة الشخصية وفي جواز السفر هو كالتالي :" فتحي علي ناصر لزرق" وأصولي من ابين وتحديدا من لودر ومن احد اعرق القبائل هناك ولا ادري من أين جاء هذا الموقع بأسم الزرقة

ما كتبته أعلاه هو للتوضيح فقط لا اقل ولا أكثر ،،، كون ان الجنوب والحراك الجنوبي بالذات فيه الكثير من النشطاء والقيادات من أصول وأعراق متعددة ففي الحراك الجنوبي وثورته السلمية العظيمة أناس وقيادات أصولها من الشمال وأخرى هندية وثالثة أفغانية وصومالية وافريقية ومن كل الأجناس وهذا ليس مصدر عيب ولا ضعف بل دليل تميز وعظمة جنوبية الناس متساوية وليس بيننا ابن شيخ ولا مطلع ولا منزل .

 أتساءل هل الانتماء معيب ومحتقر في نظر من كتبوا هذا الخبر لأنهم أرادوا الإساءة لي حينما نشروا خبرهم هذا ولم يعلموا أنهم أساءوا إلى 17 مليون يمني شمالي وجعلوا من الحديث عن الانتماء لمحافظات الشمالية أمر فيه الكثير من الإساءة والخزي والعار .

نحن في الجنوب نبحث عن وطن يعلي قيمة الإنسان ويحترمها ويساوي بين أبنائه سواء جاءوا من سطح القمر او من جزر الواق واق .. والكثير من أبناء الجنوب اليوم من أصول شمالية قدموا للجنوب مالم يقدمه كثيرون من الجنوبيين من أصول جنوبية ..

في الجنوب تخرج الناس للتظاهر فتختلط الأجناس في لوحة غاية في الروعة فهذا الشاب من أصول هندية وهذا الشائب بدوي من شبوة وهذا حضرمي وهذا أصوله من الشمال ولكنهم جميعا أبناء وطن واحد ينشدون حريته واستقلاله وكرامته ولايهم في الأمر من تقدم الصفوف ومن تخلف ، يبحثون عن وطن فيه كل الناس تحمل صفة واحدة "انا مواطن جنوبي" وهي الصفة التي لاتعرفها صنعاء ولكنها تعرف انا ابن فلان الفلاني  .

بت على ثقة تامة ان بعض الإخوة في الشمال لم يدركون بعد حجم التآلف والتواد الموجود في المجتمع الجنوبي

عشت طفولتي في إحدى حوافي الشيخ عثمان وجارنا الأيمن ممن يسموهم "الاخدام" والأيسر من ردفان والأمامي من المقاطرة والخلفي هندي والكل عاش في حب وود وتفاهم  ولازلنا وسنظل .

أطرف فقرة نشرت في الخبر المنشور في يمن برس التالي :" ولم يتسنى لموقع يمن برس التأكد من هذه المعلومات لكنها تكشف في حال صحتها عن المتاجرة بالمواقف والآراء وسياسة شراء الذمم التي ينتهجها الحراك الجنوبي."

الفقرة هذه مفادها التالي :" أي شخص أصوله من الشمال يجب ان يظل وفيا لأصوله وإذا كان مؤيد لاستقلال الجنوب وحريته فهو متاجر بالمواقف

مؤسف ان يصل الحال ببعض الناس إلى مثل هذا السقوط المهين ..!!

اجزم ان أي وسيلة إعلامية في الجنوب بعد صحيفة "الأيام" لم تحارب بقدر ماحوربت "عدن الغد" ومنذ يوم عملها الأول وحتى اليوم ، فينا جربوا كل الاتهامات بالعمالة والارتزاق ومروا بنا على كل الابواب بهدف تدمير مؤسسة إعلامية جنوبية ناجحة بشهادة الكثيرين ووصل الأمر إلى هذه الدعاوي المضحكة والمفلسة اليوم .

وكل هذه الدعاوى اليوم  لا لشيء إلا لأننا اخترنا ذات الطريق الذي يمضي فيه شعبنا ولن نحيد عنها ابداً ولو قيل فينا ماقيل فالأمر عقيدة وانتماء ووطن نحبه وسنضحي لأجله بكل ما نملك من قوة .

وتحية حرية لشعب الجنوب من أقصاه إلى أقصاه بسوده وبيضه وعربه وغير عربه ومسلميه وغير مسلميه ..

 

مقالات الكاتب