هذا الشبل الواعد من ذلك الأسد باذيب

إن الدكتور واعد باذيب وزير النقل الحالي من أنزه الوزراء الموجودين في حكومة الوفاق الحالية أو وزراء النقل المتعاقبون عليها وهنا لا أشكك في نزاهة بقية الوزراء سوى على مستوى من تولوا وزارة النقل أو في حكومة الوفاق الحالية ولكنني لم أرى وزيراً مثله يقوم بزيارات دائمة ونزول مستمر إلى المرافق التابعة لوزارته برغم أنها الوزارة الأكثر بعداً لمرافقها المترامية الأطراف وليس ذلك فقط بل والجلوس مع نقابات وعمال هذه المرافق والتواصل معهم بشكل مباشر لحل كل المشاكل التي يتعرض لها العمال أو الحقوق التي يطالبون بها دون أن يكون بينه وبينهم وسيط أو إدارة لا ترحب بذلك أو ترفض مثل هذا التواصل فهو يحرص أن يكون إنساناً قبل أن يكون وزيراً وينزل إلى مستوى العمال والموظفين ويستمع إلى همومهم وآلامهم ويحاول تطييب خاطرهم والعمل على إيجاد الحلول العامة والناجعة لمشاكلهم لذلك عندما أشتكى عمال محطة حاويات المنطقة الحرة سوى المعاملة التي يتعرضون لها من قبل إدارة شركة موانئ دبي العالمية التي تشغل ميناء عدن وقف إلى جانبهم من أول يوم وطالب شركة موانئ دبي بتطوير الميناء وتحسين ظروف العمال فيها وعندما لم تستجب سعى لتخليص الميناء وعماله من هذه الشركة التي طردت مئات العمال من الميناء وشردت ألاف الأسر بمحافظة عدن وقام بإجراءات ناجحة عملت على إلغاء الاتفاقية المجحفة بحق البلد والشعب وأرغم شركة موانئ دبي إلى الرضوخ للحل الودي للخروج من الميناء بأقل الخسائر للبلد والميناء وبفترة قياسية بلغت 9 أشهر كان قبلها الكل يراهن بأن هذه الشركة لن تخرج من ميناء عدن لأن النظام السابق وأعوانه يدعمونها بقوة ولا أحد يستطيع الوقوف أمامهم حتى لو كان وزير النقل نفسه أو أي أحد غيره مهما كان موقعة أو سلطته داخل البلد لأنه لا يمتلك الشجاعة للتصدي لعبث هذه الشركة داخل الميناء والوقوف أمام بقايا النظام السابق المستفيدة من تدمير ميناء عدن لأسباب سياسية. فهل هذا الوزير الذي رفض كل إغراءات شركة موانئ دبي له للرجوع عن موقفة بل وليس ذلك فقط بل تعرض لأكثر من أربع محاولات اغتيال لكي يردعونه عن موقفة يستحق الاحترام وهل أي شخص أخر كان بنفس موقفة كان سوف بتمسك برأيه بشجاعة منقطعة النظير أو سوف يرفع الراية وبسلم ويقول وأنا مالي هذه ليست قضيتي وليس المال مالي لكي أحارب عليه, ولكن الواعد قل لا فهذه عدن مدينتي ومدينة آبائي وأجدادي وفيها أهلي وأحبتي وفيها مال الشعب ومقدراته ولن أسمح لأحد بأن يدمرها ويقضي على أهم مقدر من مقدراتها ألا وهو ميناء عدن .

كم وكم سوف أسرد لكم من بطولات هذا الواعد إن الأقلام سوف تجف لكي تفصل لكم ما عمله وعاناه هذا الوزير الشاب لكي تصل وزارة النقل لما وصلت إليه الآن, ألم يخلص طيران اليمنية من القاضي واحد من أقوى المقربين من الرئيس السابق وكان حينها الواعد يقطن في فندق على بعد بعض الكيلومترات عن دار الرئاسة وكان صالح لا يزال يتواجد فيه, من بتقديركم يمتلك الشجاعة لفعل ذلك في اعتقادي لا أحد لديه الجرأة للتضحية بنفسه لأجل قرار أتخذه سوى الشخص الذي يمتلك المبادئ والقيم الأخلاقية والثورية مثل الواعد .

أخيراً أود أن أشهد على موقف إنساني قام به هذا الوزير الشهم ألا وهو أنه كان أول الملبين من المسئولين في الدولة لنداءات أهالي وأسر طاقم البحارة اليمنيين المخطوفين من قبل القراصنة الصوماليون منذ مارس 2010م, ووراء محاولة عودتهم في المرة الأولى بشكل تفاوضي في شهر أغسطس 2012م التي لم تنجح, وأيضاً كان هو السبب الرئيسي في نجاح عملية تحريرهم وترتيب عودتهم سالمين إلى أرض الوطن في المرة الثانية قي شهر ديسمبر 2012م. فهل يستحق هذا الوزير الإنسان أن ندافع عليه ضد الهجمة الإعلامية الشرسة التي يتعرض لها هذه الأيام من قبل فاسدين هو تصدى لفسادهم؟ ويا ليت كل الوزراء يحاربون الفاسدين في وزاراتهم مثله. أترك الإجابة لضمائركم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : استفتي قلبك ولو أفتوك.

مقالات الكاتب