عــرب 48 م

259

منذ حرب صيف 94م و بعدها و أنا ألعن تلك الحرب التي استباحت الجنوب أرضا و هوية و تاريخا . . و كتبت ذلك في صحف كثيرة ؛ و فندت فتواها الظالمة للشيخ الديلمي و أبطلت تخريجاتها الأصولية و الفقهية . . و رفضتها طوال 18 سنة الماضية !

و فور إعلان مشروع التصالح و التسامح عام 2006م بجمعية ردفان الخيرية ساندتها بشدة ؛ بعدها شهدت أكثرمسيرات الحراك الجنوبي و يعرفني نشطاء بارزون جدا . . و ساهمت في إعداد الوثيقة الشرعية للقضية الجنوبية عام 2009م .

إلى أن كنت في طلائع انطلاق السادس عشر من فبراير في الساعات الأولى بالمنصورة !

في كل هذه المشاهد لم أحس يوما و لا أشعرني أحد أنني من عرب 48 ! ؛ و هم الجنوبيون من أصول يمنية ( ! ) .

لذلك بذلت قصارى جهودي في زيارة أبناء عدن و أسرهم و إقناعهم أن الجنوبيين كلهم أسرة واحدة و أن الإحتلال هو الذي يبث المخاوف من بعضهم البعض ليتمكن من إضعاف القضية الجنوبية بإخراج شرائح كثيرة و منها هذه الشريحة الواسعة و التي تشكل نسبة كبيرة من نسيج عدن الجنوبية .

و لما كان شهداء الجنوب الأمجاد قد مثلوا كل أطياف النسيج الجنوبي في أصدق برهان أكد عدالة خط الإستقلال الذي رصفوه بدمائهم و أشلائهم الطاهرة ؛ فقد قدمت هذه الشريحة شهداء من أغلى أبناء الجنوب منهم الأبطال شرف محفوظ و فهمي الفروي و هائل العريقي و غسان ميوني و حميد المقطري و حمود على عبدالرحمن و جلال ناصر و و و و كثيرين جدا لا يحضرونني الآن . . كلهم فدوا تراب الجنوب الطاهر و إن تعددت جذورهم و جيناتهم !

كنا نحس أننا جنوبيون سقطت رؤوسنا و رؤوس آبائنا على هذه الأرض التي لم نعرف غيرها وطنا كل عمرنا ! . . نبتت لحومنا وعظامنا و دماؤنا من بقلها و قثائها و فومها وعدسها وبصلها ! و ارتوت أجسامنا من مائها الزلال الواصب ! و امتلأت صدورنا من نسيم هوائها الصافي !

لقد انصهرنا في الجنوب مثل زبر الحديد و استحال على مفتشي الجينات و الجذور أن يفصلونا عنه أو يستطيعوا لنا نقبا !

لذلك استحق الجنوب منا أرواحنا و دماءنا ؛ الدم الدم ؛ و الهدم الهدم ؛ كما قال سيدالخلق صلى الله عليه وآله وسلم !

إلا أنه في الآونة الأخيرة و بعد مؤتمر الشيراتون الذي باركه مجرم الحرب و مهندس احتلال الجنوب و نهبه و تدميره علي محسن الأحمر . . بدأت تتوالى علي الإهانات من أنصار المؤتمر ردا على تعليقاتي و منشوراتي الرافضة للحوار . . تنعتني بأنني شمالي ضيف على الجنوب و علي أن أحترم المضيف قبل أن يتم ترحيلي ببابور قمامة إلى الشريجة فور الإستقلال أو تكسيرعظامي قبل الإستقلال !

و ياغريب خليك أديب !!!!! .

اليوم فقط أحسست غربتي في وطني الجنوب !

واليوم فقط استشعرت الخطرالعظيم في مشروع الفرز الجيني الجذوري الذي يرعاه المحتل و تنفذه أيدي جنوبية لصربنة الجنوب !

أعترف بكراهيتي لهذا الخطاب و مفرداته . . و لكن مكره أخاك لا بطل !

و لك الله يا جنوب !

الشيئ الذي لن يقدروا قدره و لن يبلغوه مهما حاولوا هو وقف هذا المد الجنوبي المتعاظم ؛ و كذا لن يقدروا على إحباطنا و تثبيط عزائمنا و حرفنا عن خط الإستقلال الناجز غير المنقوص مابقي الجنوب !

الجنوب هو عشقنا الأبدي ملك النفس و الجسد و الدم و استحقه منا خالصا ما بقينا !

مقالات الكاتب