حتى لا تحصل الفتنة!

346

لم أكن أتوقع أن يصل الأمر بأي طرف كان إلى استعمال السلاح المباشر ومحاولة استهدافي أو استهداف أي ناشط في الحراك الجنوبي, بعد سلسلة من الاعتداءات التي نستطيع الرد عليها لكننا مارسنا سياسة ضبط النفس حتى اليوم درءاً للفتنة والاقتتال الداخلي مع أي طرف وتمسكاً بالنهج السلمي للثورة الجنوبية.. تداركنا الموقف بعد أحداث يوم الجمعة الماضي في المعلا حيث تم الاعتداء علي بالضرب من نشطاء معروفين في حزب الإصلاح, وبارزين في حزبهم وبينهم عضو في المجلس المحلي هو (مفيد شكري), وإمام مسجد هو (مختار العريقي) وهذا بسبب شغفهم وحبهم للسلطة, وتحريض شبابهم على نشطاء الحراك والقول لهم أنه إذا ذهبت الوحدة ذهب الإصلاح معها, وقد جاء الاعتداء الأول مساء الجمعة حين تواصل معي بعض الشباب واخبروني انه تم ضرب الناشط محمد محماش (من أبناء كريتر) واعتقاله من نشطاء الإصلاح في المعلا فذهبت إليهم للتفاهم معهم, فانهالوا علي بالضرب, وتجنبنا الرد بعد ذلك, ولم يكن خوفاً بل تصرف مسؤول تجاه وطن يجب تجنيبه الصراعات الداخلية مع أي طرف حتى وإن كانوا إصلاحيين جنوبيين.

بعد ذلك بيومين جاءت محاولة استهدافي بالرصاص الحي, وبالرغم من أنني لا أريد توجيه التهمة بصورة مباشرة بخصوص هذه المحاولة أو التهديدات المتكررة التي تلقاها نشطاء آخرون, إلا أنني أضع أمام القارئ الكريم سلسلة من الأحداث وعليه هو وحده قراءتها بتأمل.

- أنباء الكشف عن شحنة الأسلحة القادمة من تركيا عبر ميناء عدن, والتي غطتها وسائل الإعلام مدعومة بالصور الواضحة لقطع الأسلحة, ولم نسمع عن تحقيقات جدية أو ملاحقة مشتبهين أو مقاضاة متهمين, أو أي شيء جدي وحقيقي حول المتورطين في هذه الشحنة.

- الأنباء عن ارتباط المحافظ الإصلاحي (وحيد رشيد) بتسهيلات لهذه الشحنة وفقاً لما أوردته وسائل إعلام عربية وليست محلية.

- سفر المحافظ (رشيد) المتهم بتقديم تسهيلات إلى تركيا التي جاءت منها الشحنة وذلك بعد أيام فقط من الكشف عن الشحنة.

- تجاهل رعاة المبادرة الخليجية في المجتمعين الإقليمي والدولي لموضوع شحنة الأسلحة, بالرغم من أن شيء كهذا يخل بأمن بالمنطقة, وفي وضع يستعدون فيه لمؤتمر حوار ويهددون الأطراف الجنوبية الرافضة للحوار إلا كدولتين بالعقوبات بتهمة عرقلة المؤتمر وتهديد أمن المنطقة.

- الهجمة الشرسة الإعلامية والدينية من حزب التجمع اليمني للإصلاح وتشكيل مكونات تابعة للحزب وتدافع عن الوحدة أو تتمسك بها بالتزامن مع فتوى تحريم الفدرالية والحفاظ على الوحدة التي سلمها عبدالمجيد الزنداني المتهم بتمويل الإرهاب للرئيس المعين لليمن عبدربه منصور هادي.

- استهداف كثير من النشطاء وبينهم أنا وتخصيص أو إنشاء مواقع تابعة للإصلاح أو موالية له وبينها موقع (بندر عدن) وموقع (عدن أونلاين) لنشر مواد مشوهة لنشطاء الحراك والتشهير بهم وتعريض حياتهم للخطر عبر تلفيق التهم لهم, واتهامهم تارةً بأنهم بلاطجة النظام السابق, وتارة بأنهم شيوعيون, وتارة بأنهم شيعيين.

وبالرغم من كل هذا فإننا نتمسك بالطرق القانونية لأخد حقوقنا, وسنقوم بمقاضاة الوسائل الإعلامية التي روجت الأكاذيب والسب العلني, وبينها موقع (بندر عدن) وموقع (عدن أونلاين), وكذا سنسعى جادين لمقاضاة المحافظ الإصلاحي (وحيد رشيد) باعتباره رئيس اللجنة الأمنية والمسؤول المحلي والأمني الأول عن محافظة عدن, وعن ما يحصل فيها من انتهاكات لحقوق الإنسان وربما أبرزها مقتل الشهيدة (فيروز) التي سيتم تشييعها في ذكرى الاستقلال يوم الثلاثين من نوفمبر القادم, وعلى أبناء الجنوب جميعاً عدم السكوت عن هذه الجرائم والاعتداءات وأن ينتفضوا كلاً في مجاله واختصاصه لإدانتها والوقوف ضدها.