في صبيحة السبت الأسود...الشعيب تودع المناضل راشد

339

ودعت منطقة لودية قرية ( غيلان ) بمديرية الشعيب صباح السبت 17- 11- 2012 الموافق 3محرم 1434هـ فقيد الوطن المناضل محمد حسين راشد القيادي بالحراك الجنوبي واحد مناضلي الثورة الاكتوبرية المجيدة الذي وافاه الأجل اثر مرض عضال الم به . ونحن نعزي أنفسنا والوطن بهذا المصاب الجلل نبتهل إلى الله سبحانه أن يسكنه

فسيح جناته .

حقا لقد كان للمناضل محمد حسين راشد من تلك الفئة من العظماء الذين يعتبر موتهم خسارة وخسارة كبيرة لكن لا اعتراض على قضاء الله وقدره حيث عرف عنه بأنه متسم بالعديد من الصفات والمزايا الحميدة التي اتفق عليها الجميع دون استثناء .. وهي ليست باليسيرة ومن الصعب إجادتها والإلمام بها .

عند الأزمات ووقت المحن والشدائد تظهر معادن الرجال وهكذا كان المناضل محمد حسين راشد لم يهزه المرض ولم ينل من عزيمته وهمته وروحه الوثابة وضل – كعادته – نشطا وحيويا وديناميكيا .. كان الراحل عنا جسدا والحاضر بين ظهرانينا أنموذجا قيما وأخلاقا كان الطريق أمامه النضال والانحياز بغير حدود لجهة الانتصار لقضايا المغلوبين على امتداد وطننا الكبير .. وأما الطريقة فهي باختصار عمق الولاء وصدق الانتماء لوطن مسلوب وشعب مقهور .

فدوره النضالي في مرحلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني الذي جثم على جنوبنا الحبيب 129 عاما هو الوجه المشرق من يأته خلاصة وذكريات وشهادات تاريخية لرفاقه مناضلي الثورة ممن زامله في ذلك الحين أجمعت جلها على القدرات التي كان يتمتع بها من سرعة تنفيذ المهام النضالية التي كانت تناط به .لهم من هذا الزمن .. ومن الصعب علينا الوصول إلى مصاف مستواهم النضالي والأخلاقي والسلوكي والقيادي ..من الصعب أن نجاريهم في تواضعهم وقناعتهم وتفانيهم وسعة صدورهم وعظمة غاياتهم وقيمهم النبيلة وقد صدق الشاعر حين قال :

أولئك آل المجد من كل جهبذ

وفي العز منهم حين ينمى عديدة

الكلمات مهما كبرت والألقاب والصفات مهما تنمقت تضل ضئيلة وتتضاءل أمام شخصك الكريم وان حزننا عليك وخسارة فيك وافتقادنا لك في هذه المرحلة العصيبة وأكثر واعم من كل الكلمات والحروف .

لقد تركت مخزونا كبيرا من الانجازات والإسهامات وظليت منافحا على المبادئ التي رسختها مرحلة النضال ومسيرة التطلع وصمدت مدافعا صلبا على القضايا المصيرية الوطنية وفي مقدمتها قضية الجنوب العادلة الإجلال لك الفارس الشهم أكرمك الله بالجنة ورحمك وطيب ثراك وأبقى ذكراك للمجتمع نموذجا لا ينتسي أبدا في العقل والوجدان .. يرحمك الله .. خسارتنا فادحة وكبيرة لكن ما يعزينا هو( حبه الله له فاختاره ) .. قال الإمام الشافعي رحمه الله :

يريد المرء أن يعطي مناه

ويأبى الله إلا ما أرادا.