(الجنوب) غير قابل للبيع

187

للمرة الألف لن نكون (شقاه) أو (أبتال) مع أبو احد , بل أحرار لم تتلوث أيادينا في الماضي أو الحاضر سنواصل المشوار حتى تتحقق تطلعات شعبنا الجنوبي و امتنا الحضرمية بالتحرير و الاستقلال و استعادة الدولة , خيار ثوار أحرار طاهري اليد و القلب و من قرح يقرح من الزعامات الكرتونية المنتهي عمرها الافتراضي منذ زمن بعيد , عهدا منا لن تشاهدونا ضمن قطيع المصفقين البليدين عند أداء التحية الفرعونية : كله تمام يا فندم .

للمرة الألف – أيضا- لان (الجنوب اعز) سنحمله هو و فقط على الرؤوس التي لم تنحني إلا لخالقها و لأجله فقط نسترخص الأرواح و الاعتقال و التعذيب, خيار اختطناه بقناعة دفعنا و سنواصل دفع متطلبات التزاماتنا الحرة مهما تعاظمت أثمانها , عهدا آخر نقطعه لشعبنا الجنوبي و امتنا الحضرمية أن لا نحمل مباخر المديح لمن يريد تحويل نضالنا (الحراك التحرري الجنوبي) إلى إقطاعية (مكون) يستثمرها لحسابه الخاص كائنا من كان زعيما أو قائدا .

قبل الاسترسال نقر أن كل بني ادم خطا أو كما قال أبو محضار : ما حد منا ما قط زل , نعم لدينا أخطائنا الشخصية نسال الله تعالى بشفاعة نبي الرحمة سيدنا محمد (اللهم صل وسلم عليه و على اله الأطهار وصحابته الأخيار) أن يغفرها لنا , الإشكالية في نفر ماضيهم مثقل بالآثام تجعلهم في حالة شك دائم من تسامح الجماهير معهم , تلك العقد المركبة في اللحظات التاريخية المفصلية تدفع بأصحاب الماضي الملوث للذهاب للصفقات المشبوهة , حينها يحدث تساقط أوراق الخريف الثوري المتوقع حدوثه مع اقتراب أوان استحقاق مؤامرة (الحوار الوطني) تحت وصاية الراعيين العشر للمبادرة الخليجية و آليتها المزمنة.

تحدي مصيري كان يفترض مواجهته باصطفاف وطني جنوبي خلف فخامة الرئيس علي سالم البيض مترفعين عن كل الصغائر , ما يؤلمنا حقا كمناضلين انه تحت سقف مقولة (وحدة الصف) –أيضا- تجري مساع خبيثة من قبل المؤلفة قلوبهم المتساقطين من (حتم) و (نجاح) لتعميق الانشقاق , أعمال تآمرية مقبوضة الثمن من قبل اللجنة الخاصة السعودية و الفرقة أولى مدرع و بوابها اللواء حسين عرب لغرض إضعاف الجبهة الوطنية الجنوبية أمام تحدي مؤتمر الحوار اليمني القادم , تسابق مارثوني من القادمين من (جدة) , (القاهرة) , (بيروت) لتسويق قضية الجنوب في بازار مشاريع التفتيت القادمة من الدول الراعية للمبادرة الخليجية , لان الجنوب غير قابل للبيع نرفع كرت احمر على الذين عجزوا حتى اللحظة عن تخطي مربع ماضيهم الأسود , مؤكدين أن ثقافة التصالح والتسامح التي أبدعها الحراك التحرري الجنوبي لا تحتمل مزيدا من حماقات الطيش الثوري للرفاق , نعم الجنوب لجميع أبناءه لكنه غير قابل للبيع أو التقسيم كانتونات أو مشايخ أو سلطنات .

*زنجبار – أبين 6-9-2012م

*منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن

مقالات الكاتب