لكم حواركم في صنعاء وللجنوب حوار

283

تعلو وتهبط أسهم مشاريع الحوارات في بورصة الساحة السياسية  الصنعانية ومعها تسجل مواقف جديدة وتختفي اخرى وتظهر التبايانات وكذلك التوافقات بين القوى السياسية وبالطبع تحدد هذه  التفاهمات او الاختلافات المصالح المشتركة او المتناقضة بين اطراف العمل السياسي الفاعلة وذات الحضور وحتى تلك المجهرية.

الحوار الوطني الذي دعت اليه المبادرة الخليجية  جعل بعض هذه القوى تعيد النظر في كيفية نسج تحالفاتها قبل الدخول في هذا الحوار  فلن نستغرب حين نرى تحالفات قديمة تعود الى الظهورمن جديد( المؤتمر- الاصلاح) التي تجمعها القبيلة والنفوذ المالي والعسكري تحت شعار  ذهب على صالح فلماذا نختلف وتصبح اعادة الروابط بين حلفاء الامس أمر منطقي  وتختفي تحالفات حديثة ( المشترك) بعد ان استتنفذت اهدافها بدات رسائل من نوع جديد- قديم توجه الى الحليف الاساسي في المشترك الحزب الاشتراكي ( محاولات اغتيال ياسين _باذيب) كما ستظهر اصطفافات جديدة مع تنامي قوة الحوثيين وعودة الزخم الكبير الى القضية الجنوبية واصرار الجنوبيين على الدخول في هذا الحوار كطرف مقابل الشمال لكن ما سوف يبقى في حوار صنعاء الا التحالفات التاريخية التي تمسك بزمام الامور في صنعاء عبر التاريخ السياسي الحديث ومركزها وموطنها الاساسي ( القبيلة – العسكر – رجال الدين ) في مقابل بعض قوى التغيير المشتتة التي تبحث عن حجز مكان لها في هذا الحوار كاثبات للتواجد فقط لا غير .

قوى التغيير هذه او من اعتقدوا انهم قد وضعوا اقدامهم على طريق ثورة تغييرية في صنعاء فقدوا الأمل بعد أن افرطوا في التفاؤل كثيراً وخصوصا بعدما قرر اهل القرار هناك انه لا بد من احتواء ما سمي بالثورة واوجدوا التفاهمات التي نتج عنها  الحفاظ على النظام وهو أمر لم يكن خافياً على أحد وصرحت به توكل كرمان عندما قالت ان امين عام الاصلاح الانسي( رفض فكرة شعار اسقاط النظام) أطراف هذه في قوى التغيير سيجدون انفسهم يدخلون في حوار لحفظ ماء الوجه ولاستصدار قرارات لا تقدم ولا تؤخر في بنية النظام السياسي في صنعاء كما جرت العادة في هذه البلاد.

ومن هنا فإننا لن نرى حواراً جديا في صنعاء خصوصا مع رفض الجنوبيين لاي حوار لا يقوم على اساس الندية اي حوارا جنوبيا شماليا وتردد الحوثيين وشروطهم  يبقى  الحوار الوطني شعارا لن يخرج عن بروتوكولات المهرجانات التي تعود الناس على بهرجتها وضجيجها الاعلامي دون نتائج ملموسة.

أما الحوار الآخر أو الحوارات الاخرى التي يتم التحضير لها في الجنوب فتأخذ منحى جديد خصوصا بعد عودة بعض القيادات ومن التيارين الاساسيين للحراك السلمي الجنوبي  تيار من ينادي بالفيدرالية طريق نحو فك الارتباط و تيار من ينادي فك الارتباط الفوري والذي لا يمكن للمواطن الجنوبي العادي ان يفهم لماذ تصر بعض هذه القيادات على البحث عن ما يبعد الجنوبين عن تحقيق اهدافهم من خلال تنازع المواقف التي تعكس في حقيقة الامر اما غباء هذه القيادات وبالتالي فعليها التنحي جانبا لانها غير قادرة على فهم المرحلة ولم تعد تستطيع تقديم اي شئ  او تآمرها على مصالح ابناء الجنوب لخدمة مشاريع اخرى وهنا يجب كشفها حتى لا تصبح حواراتنا مدخل جديد لشق وحدة الشارع  الجنوبي الذي ارتقى بنضاله وحتى خلافاته الى مستوى ارقى مما عمل عليه ما تسمى بالقيادات.

ولهذا على منظمين الحوارات والمؤتمرات الوطنية في الجنوب البحث اولا واخيرا على ما يعزز وحدة الموقف السياسي وخطة العمل للمرحلة القادمة التي ستكون دقيقة وحرجة بالنسبة للقضية الجنوبية اما الاهداف فهي بشكل عام موحدة ولا يتوجد اختلافات عليها بين قوى الحراك الجنوبي ولهذا الجميع ينتظر حتى مع تحضيرات مختلفة للحوار الجنوبي ان تتوصل اطراف الحوار الى اتفاق يحفظ القضية من صبيانية البعض وترهل البعض الآخر.

و لهم نقول لكم حواركم في صنعاء وللجنوب حوار

مقالات الكاتب