اعتذار في صنعاء وإبادة في عدن

178

اطلّوا علينا في آخر تقليعة لهم بــ ” الاعتذار لنا كجنوبيين” ،كعادتهم كثرة التقليعات التي يوجهونها لنا هرطقات وترهات بل خزعبلات ونكت تعودوا إن ينشروها ويروجوا لها إعلاميا وعلى ورق صحفهم الصفراء ليس إلا.

ومع استمرارهم بتلك المهازل  التي يجيدونها بفن وإتقان، وشعب الجنوب تجاوز هذا ، وليس لديه وقت للاستماع مثل هكذا نكت ، لأنه “busy ” بثورة عارمة لا زلت صداها في الساحات وأصوات تلك الجماهير ترج جبال الجنوب العاليات يطالب بهدف الاستقلال الذي حسم الأمر فيه مسبقا حين سفك الدم ودمرت المنازل وسحل الشباب ، طالبنا قديما لما يدعوننا اليها الآن الأعداء ويجبرونا القبول فيه، وقد تجاوز التاريخ والزمن مكانه ولن ترجع عجلة الزمن إلى الخلف ولن يبرح الشعب في الجنوب عن هدف الاستقلال والتحرير.

نقلت لجنتهم أن يعتذروا للجنوب كمقترح فقط ، فقاموا الدنيا ولم تقعد بل اعتبروه بعض مشايخهم الدينية بأنه خرق وخيانة لحربهم المقدس حفاظا لما يسموه “وحدتهم”  إن يعتذروا عن سفك دمائنا واحتلال الوطن !!

يا للغباء مثل هؤلاء البشر يقتلونا ويختلفون على الاعتذار للضحية رغم إننا لا علاقة لنا بما يدعوه ، لأننا غير واثقين فيهم يحبون نقض العهود والمواثيق كعادتهم ، فبإعلانهم عن ما يمسوه اعتذار في عاصمتهم صنعاء كانت ولا زالت حتى اللحظة دمائنا في عدن تسيل وشبابنا يقتلون وقياداتنا يسجنون،  وساحاتنا تتصاعد بتشييع شهدائنا فالبكيري والبسيس شهيدينا سقطا مضرجين بدمائهم لأنهم جنوبيين وكان سقوطهم في عدن لحظة قراءات مقترح الاعتذار المختلف عليه فيما بينهم في صنعاء ، عن أي اعتذار يتحدثون وأي خوار يريدون؟.

” اعتذارهم “  لا يعني أبناء الجنوب بشيء ، غير انه يأتي كأذنه واضحة لاعترافهم بارتكاب الخطاء بحق  الجنوب إضافة إلى الاعترافات السابقة والتي تؤكد قانونا بسقوط شرعية  الوحدة سقوط بالاحتلال وبالاعترافات التي نسمعها بين الحين والأخر .

فالاعتذار الحقيقي الذي نقبل به ونريده هو رحيلكم عنا  وتطهير جنوبنا منكم ،لنعيش فيه وحدنا فهو لنا وانتم غزاة غرباء علينا … فالاعتذار الذي نريد ويريده الشعب الجنوبي الذي يملا الساحات .. الاعتذار الحقيقي هو الفعلي على الأرض بمغادرة الوطن وجعلنا كجنوبيين نقرر مصيرنا بأنفسنا

مقالات الكاتب