مصلحة الجنوب أولا ..

187

رئيس وزراء الحكومة البريطانية إثناء الحرب الكونية الثانية / تشرشل / له قول مشهور : ( في السياسة لا صداقات دائمة  أو عداوات دائمة لكن مصالح دائمة ) , رغم كونه رئيس حكومة دولة استعمارية عظمى ألا انه وصف واقع حال العلاقات الدولية بشفافية متناهية , شر البلية إن بعض دولة العالم الثالث (النامية) المتحررة حديثا لم تعتمد قاعدة تبادل المصالح في علاقاتها الدولية , مؤشر كشف تبعيتها و عدم استقلالية قرارها الوطني رغم رحيل المستعمر العسكري عن أراضيها , التحجج بضعف بنيتها الاقتصادية أو حجمها الجغرافي و تهديدات الجوار لا يبرر ارتهانها للخارج , لان العالم منذ القدم عرف نظام تقاطع المصالح المتبادلة كما أتاحت التعددية القطبية و ليس بآخرها القطبين (الاشتراكي) و (الرأسمالي) الذي أعطى توازنهما متنفسا للدول للحفاظ على استقلالها السياسي , الانهيار المتسارع للمنظومة الاشتراكية و انتصار الغرب الأطلسي فرعن (اليانكي) باعتبار حضارته المادية لم تسندها قيم و موروث أخلاقي و حضاري , ظهر سؤ نظام القطب الواحد في غزو أفغانستان و العراق و ليبيا و أيضا خلاله تم احتلال الجنوب من قبل القوات اليمنية 7-7-94م .

مرحلة عدم الاستقرار و التوازن في العلاقات الدولية لم تدم طويلا , الدب الروسي الذي أدار ظهره للعالم تفرغا لعملية إعادة البناء الداخلي اقتصاديا و ديمقراطيا , بعد أن استعاد عافيته متحالفا مع الاقتصاديات الصاعدة في الصين , الهند , البرازيل , الأرجنتين , جنوب إفريقيا .. الخ , بدأ زئيره يسمع و بقوة في الأزمة السورية المعاصرة التي دشنت عودة القطبية الروسية في مواجهة القطبية الأمريكية الإسرائيلية التركية الأطلسية .

عودة النظام المتعدد الأقطاب لمسرح الحياة السياسية الدولية مجددا مبررا قويا (للحراك) لإعادة تقييم علاقاته الدولية و الإقليمية في عملية تقاطع المصالح بما يحقق مصلحة الجنوب أولا , بدقة و وضوح أكثر ضمان مصالح الآخرين في الجنوب يتحدد بموقفها من سياسة نظام صنعاء بضم و إلحاق الجنوب بالقوة و الحرب , القوى الدولية و الإقليمية التي تقف مع منتصرو حرب صيف 94م قوى معادية , بالاتجاه المعاكس القوى الدولية و الإقليمية الرافضة لسياسية الأمر الواقع و فرض الوحدة بالقوة قوى صديقة , تقييم يمتد لتحديد المواقف من القوى الداخلية اليمنية حيث يظل شركاء حرب وتكفير الجنوب الرئيس صالح واللواء علي محسن الأحمر و حزب الإصلاح التكفيري أعداء استراتيجيين للجنوب , كذا القوى السياسية اليمنية التي تنظر للوحدة خط احمر مقدس هم أيضا خصوم محتملين و مستقبليين , القوى السياسية اليمنية المناهضة للحرب و الكراهية و لا تنظر للوحدة كمقدس وتحترم خيارات الجنوبيين مهما كانت مره بالنسبة لها بالتأكيد ليسوا خصوم المرحلة أو المستقبل , بمعنى آخر رسم العلاقات الجنوبية الخارجية مرحليا و مستقبليا على مستوى الداخل اليمني أو الإقليمي أو الدولي يجب أن تحدد و تبنى على أساس مصلحة الجنوب أولا في أي عملية تقاطع للمصالح الدولية مع الآخرين.

اعتذار :

أسرانا في زنازين صنعاء اعذرونا فقد خذلناكم و انتصرت ثقافة (الاشتراكي) ووجهها الآخر (سجاح) في لعبة الصراع على (الكراسي) الذي اعتاد عليها الرفاق.

*زنجبار – أبين 11-8-2012م

*منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن

مقالات الكاتب