فساد الكهرباء وثورة رمضان والمحروسة عدن ..

257

كل شي معقول الا فراغك يا عدن وقالوا ياطائرة طيري على بندر عدن زاد الهوى زاد النوى زاد الشجن عل الهجر ما قدرش انا أشوف يومي سنه في جنة الدنيا .. عدن المحروسة جنة الدنيا وثغر ( الجنوب واليمن ) الباسم .. عدن الثورة وعدن الثقافة وعدن المدنية هكذا وصفت عدن وهكذا تغنى بها الشعراء والكتاب والأدباء كيف كانت عدن الرائعة مدينة العلم والنور والثقافة والتاريخ ومركز التجارة والسياحة والحضارة ؟ وكيف اصبحت اليوم ؟ كيف كانت عدن المحروسة جنة الدنيا وعروس البحر قبلة للزائرين من كل بقاع العالم وممرآ دوليآ لحركة السفن والملاحة الدولية وميناء للتجارة والبضائع ؟ وكيف أصبحت عدن اليوم في حال يرثى لها كأنها جزيرة من جزر واق الواق أو قرية من قرى القرن الأفريقي قبل نحو مآئة عام او يزيد ؟

عدن المي والرملة والوجه الحسن والبحر والدفء والوئام ونسيم الهوى تبكي اليوم حظها العاثر مع حكومة باسندوه وامارة الرشيد دون ان يسمع أحد نياحها كأن في آذانهم وقرآ .. اهالي عدن اليوم يجأرون من الظلم الجاثم عليهم ومن الظلام الدامس الذي أرق راحتهم في شهر رمضان .. الشهر الفضيل الذي أنزل فيه القرآن .. اهالي عدن بلا كهرباء ولا مياه ولا خدمات وبلا أمان غاب عنهم الأستقرار حتى النظافة افتقدوها وصارت من رابع المستحيلات لا أحد يصدق ان هذه عدن التي عرفت الكهرباء قبل كل المدن العربية وعرفت الثقافة والرياضة والمدنية والتخطيط العمراني والنظافة والصرف الصحي والسياحة والانتخابات والديمقراطية وحرية الصحافة قبل غالبية دول آسيا وافريقيا .

عدن من أم المساكين التي فتحت ذراعيها لجميع الناس دون أي اعتبار للون او الجنسية او الديانة او العرقية او المذهبية الى مدينة تذبح بخناجر الظلم والظلام والطاغوت والتطرف والتخلف وتسلخ بسكاكين عباد الريال والدينار والدرهم والدولار من المسئولين الذي خانوا الأمانة ورضيوا ان تتحول عدن الى مدينة بلا أنوار والى شوارع قذرة تملؤها اكوام القمامات وطفح المجاري والمياة الآسنة والى مدينة يعيث الفاسدون فيها بفسادهم ويقلق البلاطجة والخارجون عن القانون سكينة اهلها المسالمين كيف يفكر مسؤولو مختلف السلطات فيها الا يخجلون من الحالة المزرية التي آلت اليها أوضاع  مدينتهم عدن التي تعتبر من أوائل المدن العربية التي عرفت نور الكهرباء والتعليم والرياضة ومجالس التشريع والادارة ؟ الا يخجل الجالسون على كراسي سلطاتها المحلية من انفسهم حين يرون الباطل امام أعينهم دون ان يحركوا ساكنآ ؟ لماذا سكتوا على هذا الظلم الجائر المتعمد على أبناء عدن المسالمين وان كان ما يجرى بفعل فاعل ومرده صراع شياطين الأنس التابعين لحزبي الأصلاح والمؤتمر من المركز صنعاء الى ادواتهما من الدمى البشرية في عدن ؟¡¡ .

أبناء عدن الطيبين المسالمين صبروا وصابروا الى حد لايطاق ولا يمكن السكوت عنه الى هذا الحد طالما ان الضرر قد مس اهم الجوانب التي تشكل لهم عصب الحياة كالكهرباء والمياة والامن والأمان. وانقطاعات الكهرباء وحدها عن مدينة استراتيجية كعدن  بحوالي 12 ساعة يوميآ سبب كاف ووحيد للخروج في مظاهرات واحتجاجات لأسقاط وزير الكهرباء وسلطة وحيد الغير رشيد التي يتحكم فيها عسكر صنعاء بالأمر والنهي كونه تناسى حقوق ابناء عدن ومظالمهم واكتفى بتنفيذ افرازات مماحكات اطراف حكومة الفيد والتوافق التي استخدمته كرباجآ يسلخ جلود ابناء جلدته واتجه ليحارب ساحات الحراك السلمي ناسيآ ان من استخدمه اليوم لحمآ سيرميه غدآ عظمآ بعد انتهاء المهمة كما حدث للقيادات الجنوبية التي اجتاحت الجنوب في حرب صيف 1994م وللقيادات التي دمرت صعدة طيلة الحروب الستة وشردت اهالي م /أبين مؤخرآ .

فهل آن الأوان لأبناء عدن الخروج في احتجاجات ( ثورة رمضان السلمية ) لايقاف عبث فساد قيادات المجالس المحلية والأجهزة الأمنية وفساد مسئولي الكهرباء وصمتها الجبان عن ايجاد معالجات للظلم المفروض على عدن الصامدة أو تقديم استقالاتهم الجماعية حالآ وهناك فرق شاسع بين ان نكون والا نكون والله من وراء القصد.

مقالات الكاتب