اليدومي : ستأتي صاغراً أمام إرادة الجنوبيين

277

لا اعرف ان كان حسني مبارك اليوم ما زال في حالة صحية تسمح له ان يتذكر هذا الازدراء بحق الشعب المصري في انتخابات نزيهة ام لا لكن الذي اعرفه ويعرفه الجميع انه اصبح في السجن.

بالامس عندما سئل محمد اليدومي ضابط الامن الوطني السابق رئيس الهيئة العليا في حزب الاصلاح في مقابلة مع قناة الاصلاح ( سهيل ) ما اذا كان بالامكان تقديم اعتذار للجنوب والجنوبيين عن حرب 94م وما تلاها من جرائم عامة وخاصة قام بها الشمال تجاه ارض الجنوب وابناءه , ذهب في تقديم تبريرات هي الاقرب إلى الرفض متمسكاً بلهجة المنتصر .

في اعتقادي انه يدرك ويعرف كما يعرف حلفاءه ان الجنوبيين قد تجاوزوا الحاجة الى الاعتذار والحلول الجزئية المبتسرة من اطراف الحرب العدوانية التي قام بها التحالف القبلي العسكري الديني في الشمال ضد الجنوب لانهم لم يعودوا ينتظرون هذه الحلول من نوع تطييب الخاطر اوالوعود بانه سيتم النظر في مظالم الجنوبيين او عفى الله عما سلف بعد ان اجمعت كل القوى الجنوبية على ان مبدأ فك الارتباط اصبح الحل الممكن الوحيد الذي وان اختلفت الوسائل على الوصول اليه بينهم الا ان الهدف واحد, وبالتالي اليوم عندما يتصدى اليدومي وحلفاءه القدامى لموضوع الجنوب فان الامر ليس بغريب عليهم ان ينقلبوا في مواقفهم ويلعقوا كلامهم السابق قبل الازمة في صنعاء وبعد ان كانوا يتمسحوا بالقضية الجنوبية في فترات سابقة.

لقد جرب سيدهم السابق علي صالح كل الوسائل منذ ظهور اول اشكال الاحتجاجات الجنوبية وسقوط اوائل شهداء القضية في ابريل عام 1997م في حضرموت ( بن هامل وبارجاش ) المكلا حيث استخدم الاغراءات المالية والتدليس والتهديد والوعيد والتخوين وحتى وصل الى القتل في اوساط المتظاهرين السلميين في ردفان وعدن والمكلا وابين وشبوة والضالع ولحج فهل سأل اليدومي نفسه ماذا حقق علي صالح غير قتل هولاء الشهداء؟

أم انه يعتقد ان الحملة التي يقودها حزبه اليوم في محاولة بائسة ويائسة لشيطنة الجنوب والجنوبيين ستلقى نجاحا اكثر مما كان يقوم به علي صالح؟

ان الجنوبيين ينظرون الى التحالف المؤتمري الاصلاحي ( القبلي العسكري الديني) الذي يجدد تحالفه فيما يخص القضية الجنوبية بانه آخر محاولاتهم الرخيصة لمواصلة احتلال الجنوب ويعرف الجنوبيون ان هذا سيفشل كما فشلت كل محاولات وأد الحراك السلمي الجنوبي وان هذا لن يحقق اكثر مما حقه علي صالح لان القضية الجنوبية ومناضليها هم من كسر هيبة نظام صالح ودقوا اول مسمار في نعشه وسيسقطون قوى الظلام الجديدة لان ارادة الجنوبيين لن تقبل باقل من حق ابناء الجنوب في استعادة هويتهم ودولتهم وسياتي اليدومي ومن وراءه صاغرين اذلاء امام هذه الارادة .

لا نريد ان نحدد مواعيد ولكن التاريخ وتجارب الشعوب علمتنا ان الثورات الحقيقية وان طال امدها لابد لها ان تصل الى مبتغاها ولا اعتقد ان ارادة الجنوبيين اقل من ارادات تلك الشعوب.

مقالات الكاتب