و أسفاه عليك يا عدن

275

في هذا الشهر الفضيل، وكما هي العادة في الأيام الأخرى لم تسلم مديرية التواهي وجميع مديريات عدن من طفح المجاري، و إنتشار القمامة في كل مكان، وزيادة على ذلك العذاب اليومي للمسلسل البايخ "طفي لصي " لإنقطاع الكهرباء، كما دخلت في قاموسنا الأن عبارة "وصل ماء الحكومة وإلا عاده"، لما نعانيه من أزمة محبطة لإنقطاع المياه عن مدينة عدن و وصلوها لمنازلنا كل 48 ساعة فقط، موزعة بين مديريات عدن، وصرنا نتقيد بجدول غسيل الملابس والتنظيف الشامل للبيت حسب جدولنا المخصص من المياه.

لماذا هذا الإستهتار من السلطة المحلية على مستوى المحافظة والمديريات بحياة ومعيشة المواطن في عدن، وهنا الأن من سيقول هذه ليست مشكلة عدن وحدها، وليعلم هؤلاء إن عدن سادت بالخدمات ثم بادت للأسف كانت رمز لدولة وكيان ومنظومة متكاملة وعرفت خدمة المياه والكهرباء ودول الجوار كانت تغص في نوم عميق.

لماذا تنعدم الأمانة أمام الله وخلقه في المسئولية التي أوكلت لقيادة الوطن والمحافظة خاصة في الإهتمام بالخدمات وكل جوانب الحياة؟، هل التفنن بتعذيبنا للعيش وسط كومة قمامة ومجاري طافحة في كل مكان للجم أصواتنا والإستسلام لواقع مرير، والليل لن يطول لابد من فجر جديد، أو أنهم متناسين إن هناك يوماً للحساب لكل من وافق لتحمل المسئولية في رعاية شؤون البلاد العباد، وليس المسئولية والرعاية تكمن فقط في إصدار القرار، واخذ الصور التذكارية لأداء القسم، وعند التنفيذ كلاً يفصل له مبرر على مقاسه ومقدار الفائدة التي يجنيها من هذه المسئولية!!.

الصبر طال وفاض وكما يقال "للصبر حدود"، وشكوتنا للباري في كل لحظة وحين و بالدعاء بالويل وفي هذه الأيام المباركة أيضاً لمن يتلذذ بتعذيبنا و مسئول عن الخدمات العامة والضرورية للمواطن، ولدية سؤال برئ و يدور في أذهان الكثيرين، أليس لقيادة المحافظة والمديريات أعين ترى وأنوف تشم وأذان تسمع الصرخات من هنا وهناك للحالة المزرية والمتردية التي وصلت لها عدن من هذه الخدمات؟، أم أن أعينهم ترى مصالحهم فقط، وأنوفهم تعودت على شم العطور الباريسية والعود ، أو أنهم فقدوا حاسة الشم أصلاً، ونسوا عامة الشعب ما تزكم أنوفهم من قمامة ومجاري طافحة وفي هذا الحر الشديد، أما إنقطاع الكهرباء الذي طال وحدث ولا حرج عنها مسببة إحباط وإكتئاب للكثيرين كما تضاعف ألم المرضى المصابين بالامراض المزمنة الضغط القلب السكري والامراض التنفسية ومنهم من فارق الحياة، وفين السلطة المركزية والمحلية   ووعدهم    بتزويد عدن بطاقة إضافية في ليلة رمضان، وها هو رمضان شارف على نصفه، وكم باقي لنا من وقت للإنتظار لتشغيل المولدات الكهربائية التي جلبت لتعزيز الطاقة الإسعافية لمدينة عدن؟، وهنا أقول ربما أذان القيادة في عدن لا تسمع إلا الكلام المعسول من حاشيتهم.

إن إنتشار الأمراض في مدينة عدن سببه الرئيسي عدم النظافة والحالة المتردية بعدم الإهتمام بهذه الخدمات و إعطاء أخونا عامل النظافة حقه ومستحقاته من العمل، ليعمل بهمة ونشاط كما عهدناه سابقاً في جمع القمامة وتسليك مناهل البيارات، التي تطلق الغازات السامة والمضرة على البشر والحجر والشجر، وطرقنا تكسرت لعدم كفاءة ترميمها ولم تعد تتحمل طفح المجاري وخير مثال الطريق القريب من فرزة "الفتح و جولدمور" أمام مقر الشرطة بالتواهي، مكسر ولم يمضي أكثر من سنتين على ترميمه مع كأس "خليجي 20"، وعندما تفيض المجاري تتشكل بركة تعيق الحركة ومصدر للأوبئة.

وكثيراً ما "نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً" لأن الفلوس تعمي النفوس وتصرف المبالغ المخصصة على مشاريع و بنى تحتية، وما نرى منها إلا الدمار والويلات من أمراض كثيرة منتشرة وتخريب سيارات المواطنين، على الرغم هناك إيرادات مالية تورد للمحافظة وتستقطع شهرياً من الموطن لخدمات تحسين المدينة وللمجالس المحلية، إلا أن المدينة زادت بؤساً وتعب أهلها، والواقع إن من الملايين بل المليارات لمشاريع دون إختيار دقيق لمواصفاتها، ولمن توكل لهم المقاولات، وكما يقال "القبقبة للولي والفائدة للقيوم "، وعلى أنها لخدمة المدينة ومواطنها، والمبالغ الأخرى لا نعلم أين تذهب؟ والإجابة في بطن القائمين على تلك المشاريع، ويظل حالنا مع المشاريع المتردية المرصودة لها أرقام فلكية لتحسين الطرقات وجمال المدينة و الصرف الصحي، ولأنها مشاريع "طيش فيش" نجني منها اليوم في عدن كل هذه القاذورات وطفح المجاري، لأن من أوكلت لهم تحسين المدينة وقيادتها دمروها أكثر، وحال عدن مؤلم و ياريتهم لم ينفذوها ، وكان أرحم لهم ولنا إن أحتفظوا بما كان قديم من أرصفة وطرقات ومناهل بيارات و ياريتهم، وسعوا خدمات الماء والكهرباء تزامناً مع الزحف السكاني على عدن، وبناء المنشاءات السكنية الجديدة التي نفذها القطاع الخاص، الذي لم يفكر في تغذيتها بمولدات خاصة، لأن عقلية التاجر اين الربح فقط، وهو ما نلمسه في تشغيل المولدات في "المولات" عند إنقطاع الكهرباء.

وأسفاه عليك ياعدن صرت محاصرة بالمجاري والقمامة وعوادم المولدات الكهربائية، والتشويه العام لوجود خزانات المياه على أسطح البنايات والمنازل العشوائية.

 اللهم أني صائم ورمضان كريم على الجميع، وأسأل السلامة لكم من هذه الكوارث البيئية والصحية.