الشهيد سالم قطن (بطل المهام الصعبة)

273

لم أكن أتوقع أو خطر ببالي يومأ إنني سأكتب مرثية في صديق وأخ عزيز وغالي ورفيق درب وسلاح بمستوى الشهيد البطل الفريق الركن سالم علي قطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية السابق الذي استشهد في عملية غادرة وجبانة بعد إن قاد ملحمة بطولية عظيمة توجت بالانتصار الساحق على قوى الشر والإرهاب في محافظة أبين الباسلة.

وكنا معا في ميدان القتال لقيادة المعركة بل وكما قلت في البداية إنني لم أتوقع إن اكتب مرثية في هذا القائد العسكري الوطني الجسور لأنني كنت على تواصل دائما بالهاتف معه كما جمعتنا لقاءت في أكثر من موقع ومكان لاسيما منذ إن أسندت إليه المسؤولية الجسيمة كقائد لنقطة عمليات وزارة الدفاع المتقدمة في المنقطة العسكرية الجنوبية اولاً ثم صدور قرار جمهوري بتعيينه قائدا للمنطقة العسكرية الجنوبية وانأ كقائد لمحور العند وقائد للواء 201 مشاة ميكا شعرت بقيمة هذا الرجل والإنسان القائد الصلب بقيادته للمنطقة وكيف استطاع إدارة المعركة ضد مسلحي القاعدة وتأمينها قتاليا وميدانيا وإداريا في أصعب الظروف الدقيقة والخطيرة التي تمر بها البلاد.

إما علاقتي بالشهيد البطل الفريق الركن سالم علي قطن ارتبطت منذ نحو ثلاثة عقود من الزمن عندما كنت اعمل في مكتب هيئة الأركان العامة ووزارة الدفاع وكان حينها وزير الدفاع الشهيد العميد الركن علي احمد ناصر عنتر ورئيس هيئة الأركان العامة الشهيد العميد صالح ابوبكر بن حسينون في سبعينيات القرن الماضي ثم زاملته في الدراسة الأكاديمية العليا في أكاديمية فرونزة بالاتحاد السوفيتي سابقا في العام79 _ 82م وضلينا على علاقة حميمة وتواصل مستمر حتى في ظل الصراعات وبعد الحرب المأساوية المشئومة في 86م والى عهد الوحدة.

وحتى كان القدر إن جمعنا اخيرأ في موقعة القائد لقائد المنطقة الجنوبية واللواء31 مدرع وانأ كقائد لمحور العند واللواء 201 ميكا في موقع الشرف والحرب مع عناصر الإرهاب وتطهير أبين منها والتي بها اختتم حياته ومشواره الوطني بالنصر المؤازر الذي يخلد في سفر التاريخ المجيد.

وبهذا القدر فأنني قد فقدت شخصيا وخسرت أغلا الأصدقاء الصادقين الشجعان الذي يشعرك بالأمان والقوة وأنت بجانبه فيما فقد الوطن أعظم واشرف واخلص قياداته النادرة إلي اتسمت حياتها بالنضال والبطولات والوفاء والتفاني لذلك فأمثال  الشهيد سالم قطن قلائل ولايتكررون كونهم حالات استثناء لايسعني وانأ مازلت حزينا على صديقي الشهيد إلا إن أقول إننا سنظل سائرون على درب القيم السامية التي عرفناها فيه ونذر حياته من اجلها واقو لبانه سيظل حيا في قلوبنا ووجداننا وحتى أمثاله لايموتون سلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.