عاد ( الجنان ) يشتي عقل

187

اثناء الحرب الباردة وحتى هذه اللحظة يبرز تفوق الغرب وقوته في ماكنة  اعلامه المتطورة , ذلك الجيش الاعلامي العر مرم  بعملية ممنهجة سلفا  استطاع تجييش الوعي العربي ـ المتخلف اصلا ـ بما يحقق مصالحه بالمنطقة ، لم تكن اول انتاجات تلك الماكنة بضاعة ( الجهاد ) ضد الشيوعية بأفغانستان ، حرب شنت بالوكالة ثأرا لكبرياء مهدورة  بوحل هزيمه لعب فيها دعم الرفاق الروس للمقاومة الفيتنامية دورا حاسما ، كما انه ليس باخر  انتاجات العر مرم الاعلامي أكذوبة ( ثورات الربيع العربي ) التي اطاحت بأنظمة بليدة متعفنة طالما فسادها شكل عبء على الغرب , معمعة كان "الجنوب" في وسط عاصفتها بحكم موقعة الاستراتيجي فأصابته مؤامراته التي نعاني منها حتى اللحظة ,الاشكالية انه اثناء مقاومة شعبنا للتخلص من اثار تلك المؤامرات يصطدم مع  مصالح قوى اقليميه ودوليه جاهدة تبدع حلول ومبادرات للازمة اليمنية على حساب تطلعات الجنوبيين في الحرية و السيادة ، امام ذلك التحدي كان يفترض بالضرورة على النخب السياسية الجنوبية استدعاء مصالح اقليمية ودولية معاكسة  لاستعادة توازن القوه  الذي اختلاله قاد الى انتصار القوات الشمالية بحرب صيف 94م , غياب روح المبادرة و تحمل المسئولية عند النخب الجنوبية جعل (الحراك)  يراوح مكانه  رغم نضوج الوضع الثوري بسبب غياب افق خارجي مساعد  لانتصار الحراك التحرري الجنوبي  .

 لاشك الطيش الثوري  للرفاق  جعلهم ( يمروا ) بسلاسة  , رب ضاره نافعه  غدر شريك  الوحدة  اليمني ساهم  باستفاقة الوطنية الجنوبية لأول مره بأبهى صورها في ( الحراك ) , حتى لا نكون جاحدين شجاعة المناضل الرمز الرئيس / علي سالم البيض وقراره التاريخي بفك الارتباط 21 مايو 1994 م اعاد للوعي الجمعي الجنوبي ذاكرته  وهويته الوطنية ، بناء على تلك المقدمة نرفض  محاولة الالتفاف على الشرعية التمثيلية الرمزية الحقوقية للأخ الرئيس البيض، لم تعد المسالة تخضع للموقف  الشخصي  بقدر ماهي التزام نضالي يشكل المدخل الذي يحقق تطلعات شعبنا الجنوبي وحراكه التحرري , حقيقة موضوعية  تجعل من محالة استهداف رمزية الرئيس البيض تخدم بالمحصلة  النهائية  مخطط ادامة الاحتلال ، مرة اخرى نكرر  تحذيراتنا من انفعالات الطيش الثوري للرفاق فقضيتنا وطنية لا تحتمل ( الشخصنة ) ،  لذلك نعود  ونكرر عاد ( الجنان ) يشتي عقل يا رفاق ، لأننا نحسن  الظن و رفضا للتخوين نذكر ان  القوى الاقليمية  و الدولية  التي تدفع البعض للتطاول على اخر قلاع  الشرعية  الجنوبية ممثلة بالرئيس البيض هي ذات  القوى الداعمة للتحالف التقليدي الحاكم  في صنعاء ( حكومة الوفاق ) بتالي اي خير قد يرجى منها ؟! .

نصيحة لوجه الله اجعلوا خاتمتكم مسك كما هي بالأصل , قبل أن تنخرها استشارات الوسواس الخناس والمقبوض ثمنها من (اللجنة الخاصة) .

* زنجبار / أبين 17 /7/2012م

منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضام

مقالات الكاتب