حصار السبعين يوم على غزة... هزيمة محتل وشموخ مقاومة
سعيد شيباني
( غزة..مقبرة الغزاة ) كتب/سعيد شيباني اليوم الموافق...
ما أحوجنا الى اعادة قراءة التاريخ وكتابته بموضوعية وحيادية بعيدا عن العصبية لأن كل ما كتب لا يخرج عن دائرة الزيف في صورته المغلظة ودائرة شيء من الأصل مع أشياء من الزيف في صورته المخففة وعدن هي المحور ووثائق التاريخ والإدارة والسياسة والرياضة والفن تؤكد أن نصيب الأسد كان من نصيب عدن ولذلك تدهور الأحوال وانتقالها من سيء إلى أسوأ عكست نفسها على الإنسان فأصبحت السخرية ملاذه في كتابة المونولوج والمسرحية والقصة والنكتة ولاسيما السياسية وهذا معروف في تاريخ المجتمعات المدنية.
لاشك أن عدن وردت في تناولات كتابات المنصفين في مختلف مناطق البلاد الذين اعترفوا بأن عدن ذاقت الثمن منذ الكفاح المسلح وحتى اليوم وسكانها داخلون في الخسارة.. خارجون من الربح.. القبقبة للولي والفايدة للقيوم وأقولها للجميع : لن تقوم للجنوب قائمة إلا إذا رد الاعتبار لعدن.. في ظل جنوب فيدرالي جديد وانسوا يا هولاء (جنوب 1967-1990م) وأطالب بإصدار كتابين: عدن والجنوب قبل 1967 وعدن والجنوب بعد 1990م وبعد 1994 حتى اليوم، فسارعوا بإعداد الكتابين وإلا راوحتم حيث أنتم بنفس خطاب الستينيات: الممثل الوحيد والشرعي ..الثورة والثورة المضادة.. حملنا أرواحنا بأكفنا فدعونا نسرق.
لاشك أن الإنسان في الجنوب عامة وعدن خاصة دفع ضريبة الاستقلال ثم دفع ضريبة الوحدة وما آلت إليه الأوضاع بعد 7يوليو1994م العفن الصيت وسيشهد التاريخ أن الإنسان في الجنوب عامة وعدن خاصة عانى الأمرين من النظام الاستعماري الإقطاعي المتخلف بعد 7يوليو1994م لكن الأهم من ذلك أن يستفيد الجنوبيون من دراسة الماضي والحاضر لأن الماضي في جله دماء وظلم والحاضر يستنسخ الماضي وأخاله تكرار النسخة مستقبلا.
هذا الواقع خلق النكتة السياسية للترويج عن النفس من عفن الواقع فهذا الأخ العزيز حسين علي محمد ناصر الشخصية الاجتماعية صاحبة أوسع قاعدة اجتماعية في مدينة عدن فأبوه من أسرة محمد ناصر العريقة في التواهي وأمه من أسرة أمان العدنية العريقة.
الأخ حسين ناصر من مواليد العام 1953م, من زملاء دراسته: محمد نجيب سعد وحسن سعيد قاسم ومحمد شفيق أمان وسمير علي يحيى ومحمد علي باصهي وجمال حسن عبدالشيخ وعلاقته بهم وبغيرهم تتميز بالتواصل والمحبة والوفاء والمواساة، فتجده في المآتم والأعراس وتجده في المستشفيات والبيوت يعود المرضى من الأصدقاء ..خدوم متعاون وعطوف لا يبخل بماله ودموعه ووقته في سبيل الأصدقاء.
الأخ حسين ناصر شخصية ظريفة تحب النكتة وإنعاش الجو حتى في أحلك الظروف على الرغم من متابعته للأخبار السياسية والرياضية من خلال الوسائل المقروءة والمرئية والمسموعة فإذا تحدث الأصدقاء عن اوباما مثلا ينطلق حسين ناصر بصوته الصداح:
أوباما..أوباما
حتى لانت راججي باحبك
با أحطك ملا قلبي باحبك
ويغير حسين ناصر إيقاع الكلام من موسيقى إلى جاد ويبدأ هو في الحديث عن أوباما لأنه - أي حسين ناصر- قارئ ومشاهد ومستمع جيد.
يتبرم حسين ناصر من هذا الواقع المزري فيعبر عما يجيش في صدره بأن يقطع الصمت بنشيده الوطني الذي استمده من إحدى الاغاني ويرتفع صوت حسين بالإنشاد:
اليمن بلادنا
وخيرها عز لنا
وثرواتها لحكامنا
ونحنا لنا سيدي حسن
يغني حسين ناصر نشيده الوطني بحيث يحرك يديه وكأنه قائد الفرقة في الأبيات الثلاثة الأولى وأما البيت الرابع (ونحن لنا سيدي حسن) فيرفع قبضته لتكون بمحاذاة كتفه ويهز مرفقه وهي إشارة عدنية معناه :(ونحن ولا لنا شي)..ذلكم هو النشيد الوطني لحسين ناصر وهي الوسيلة المثلى للضحك تفادياً للبكاء.