الضالع ..عصية على الكسر..والتطويع القهري !

261

الضالع..مدينة لاتنام وبين اضلعها شوكة واحدة للظلم توخز كبرياءها وكرامتها الوطنية والآدمية ..الضالع لاتعرف طيلة تاريخها المقاوم هدوءاً ..لاتتعايش مع القهر..لاتضبط خطوها على خطاه وتبتلع غصتها وتسلم به كامر واقع ..كخيار قدري غير قابل للمس والتغيير..

هكذا هو حال الضالع ..أتون للرفض ومرجل للغضب ..واستعداد دائم للخروج من دائرة الظلم والقهر والحصار ..واسماع صوتها الجهوري لصناع القرار ومراكز السلطة والقوة والنفوذ ..وتحمل تبعات اقتحام الممنوعات وخطوط الحاكم المحتل الحمراء..وهي ممنوعات تقود الى الرضوخ والاذعان .. وتقديم كل فروض الطاعة والولاء..والتنازلات عن الحقوق المسلوبة والارض المنهوبة ووو ..الخ ..والغاء حق التصدي للطغاة ..وكشف جرائمهم البشعة المرتكبة ضد شعب الجنوب بصوت عال مسموع.

 الضالع ..نمودج مزدوج .. ظلم فادح قاد الى المواجهة ومن جهة ثانية مقاومة ..مدينة غيرخامدة .. ولان جميع أبناء الوطن الجنوبي يسقون ظلماً وجوراً من دات النبع القدر..ويتجرعون كؤوس المرارة والعسف والهوان والحرمان ..فان من الطبيعي ..ان تجد صرخة الألم صداها في كل قرى ومناطق ومدن الجنوب..وان تشعل قدرات أبناء الضالع على الصمود والالتفاف والتعاضد ..وتشكل حاضنة لتوحيد المعاناة والوجع والهدف والمصير وتجسيد اداة موحدة..تقود نضالهم السلمي..وتبلور توقهم وحلمهم الكبير في التخلص من المحتل الغاشم بصيغ لاتقبل الجزئية الهم الخاص..بل تدمجه في اطار الهم الوطني الجنوبي العام.

واذا كانت الضالع تضيىء شمعة في ليل الهيمنة والقهر..فانها في ذات الوقت تقض مضاجع المحتل..وتقرع في داخله كل اجراس الخوف والدعر..حيث ينسحب لديه رفض الظلم والقهر تحدياً لسلطته وقوته وجبروته ..وتمرداً على قوانينه الكرتونية ..وكسراً لقواعد لعبته الموزعة بين (عصابة ) تحكم وشعب ثائر محكوم ..للأول كل الثروة ..وعلى هدا الشعب الجنوبي الاكتفاء بالبقاء على قيد الحياة في وضع هو ابعد عن آدمية البشر..واقرب لما دونهم من دواب الارض..الأول وليد -او هكذا يعتقد – مفطور على قيادة وحكم الثاني ..وترويضه بقوة العادة.. وقوة الحديد والنار.

قتل شباب وشيبان ورجال ونساء واطفال الضالع البطلة وقصف منازلهم وترويعهم وارهابهم ولغة التهديد والوعيد نشك بل نجزم بقدرتها على النفاد الى صميم الارادة الوطنية.. واثارة الرعب بين صفوف مناضلي هده المدينة الصامدة ..المقاومة لكل اشكال الغطرسة ..والعنف والاحتلال ..

الضالع بتاريخها الحافل بمقاومة اعتى امبراطورية استعمارية ..هي اعصى على الكسر..واكبر من كل محاولات التطويع القهري ..انها بشارة لكفاحية جديدة ..تنهض من بين رماد العسف ..كفاحية تستلهم لغة العصر..تنتصرللحقوق المدنية والارادة..وتعلن انها بمعاناتها ..بصمودها ..بجسارتها..تحمل في داخلها اشواق وتطلعات كل الجنوب ..انها حاملة البشارة ..ولم تكن يوماً مدرجة وان اراد لها دلك المحتلون زيفا وكذبا ًفي كشوف الانهزامية والخيانة والاستسلام والركوع..فلهده الصيغ والمرادفات أكثر من كعب اخيل في قلب وجنبات واحشاء سلطة المحتل.