ما هكذا تورد الإبل (يا سعد)!!

187

إلى روح أخي الشهيد احمد القمع في السنوية الأولى له14 يوليو .

نتفهم حكمة دعوة فارس الشعر الغنائي الجنوبي الفقيد / ابوبكر حسين المحضار في رائعته : ما حد يكلم سعد .. , يسامحنا لمرة واحدة (سعد) في الاعتراض على أمور لم نعهدها منه قبل رحلته العلاجية الثانية للخارج , إذ إننا نحن الذين أدميت أذاننا من ركل (عكفة) الفندم العميد المقدشي مدير امن الاحتلال اليمني بابين أثناء اعتقالات ابريل 2008م لم تعهد أذاننا من قبل (الحراك)وبعده مثل ذلك الاستخدام المكثف لمفردتي (السلاطين) و (المشايخ) , وجه الاستغراب يكون اشد عندما يأتي مثل ذلك القول من قبل احد مناضلي ثورة 14 أكتوبر 63م المدنية التقدمية , لا خلاف تصالحنا و تسامحنا و الجنوب يتسع لكل أبناءه على أساس المواطنة الحقوقية المتساوية , الاعتراض على إقحام مثل تلك المصطلحات في خطاب (الحراك) و وثائقه البرنامجية ليس مسألة شكلية , كوننا ضمن صفوف قاعدة الثورة السلمية نسمع همس  انه بتكرار ذكر تلك الفئتين المنقرضتين يعني ضمنا وجود نوايا  تهدف تهميش فئات (القبائل) و (السادة) , الأكثر تضررا و تألما من ذكر تلك الفئتين الاستغلاليتين هي قاعدة الهرم الاجتماعي للثورة الجنوبية السلمية أهلنا من العامة , العبيد , الحجور , العمال , الفلاحين .. الخ.

الجنوبيين وطليعتهم (الحراكيين) يتفقون أن ثورة 14 أكتوبر 63م الرائعة بكل المقاييس اجتثت للأبد النظام الانجلو –سلاطيني , بتالي أي محاولة بائسة لأحياء ذلك الرميم ردة رجعية على ثورة أكتوبر و امتدادها الوطني للحراك التحرري المعاصر , بل أن الهدف المركزي للحراك اليوم استعادة الدولة الوطنية الجنوبية التي نسجت خيوطها ثورة 14 أكتوبر , أما طفح (مشايخ) بدأ تأكل بنيانه قبل الثورة ثم جاءت الدولة الجنوبية المدنية وجففت منابعه, ما يظهر اليوم على سطح المشهد السياسي الجنوبي طفح جلدي دخيل جاء على ظهر دبابات غزو 7/7/94م.

حبنا واحترامنا للوالد (سعد) وحفاظا على تاريخية في الثورتين سبب جراءتنا بالكتابة , خاصة و الجميع يعي حراجة المرحلة الحالية التي بدأت تتكاثر فيها حلقات التأمر من دس الفندم الشيخ / عبد الله حسن ألناخبي لصفوف الثورة وليس بآخرها مؤتمر المتساقطين من الحراك في 17 يوليو القادم بالعاصمة عدن , أياما عصيبة تدفعنا للتحفظ على لقاء المكلا 11 يوليو القادم حتى لا نخسر بعضنا لذلك بصوت عال : ما هكذا تورد الإبل (يا سعد)!!.

نصيحة من قلب صادق يحبك نناشدك أن لا تصدق (روشتات) الوسواس الخناس وان كان برتبه (عميد / مستشار) , ليس تطاولا  لأننا نحن من صنعنا (سعد) أو كما قال شاعر أبين الكبير الفقيد المشطر في رسالة للرئيس الشهيد (سالمين) :

-  أنا الذي سويت لك قبة و سويتك ولي ... ماسك الموهر مع لبتال ..الخ.

دعوة أخيرة لسعد للترجل عن الأبراج العالية التي أراد الخبثاء سجنك فيها , دعوة أخيرة للالتحام بقاعدة الثورة السلمية بعيدا عن النخبوية  السلاطينية المشيخية العسكرية, رغم علمنا المسبق إننا في زمن قد تنبئ به شاعر العامة والفقراء الفقيد المشطر حيث قال :

-   هذا زمان الهيك .. يا سعد من كان هيكه

·  زنجبار / أبين 10-7-2012م

*منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن

مقالات الكاتب