كهرباء عدن ايام زمان

233

العديد من الاصدقاء  والأحباب في العاصمة الجنوبية "عدن" اتصلوا بي اليوم وخلال الايام الماضية يشكون بمرارة من انطفاء الكهرباء وما تسببه لهم من ازعاج وإتلاف لأجهزتهم.

ترى كيف كان حال الكهرباء قبل الوحدة بين الشمال والجنوب عام 1990م!!  يؤكد أبناء عدن انهم لم يتذكروا يوما انطفأت الكهرباء فيه عن مدينتهم قبل الوحدة.

سألتني إحدى العدنيات عن حال الكهرباء في عدن في الخمسينيات والستينيات ، فقلت لها أن عدن عرفت الكهرباء قبل كل دول المنطقة حين كانت صنعاء ودول الخليج تعيش على مصابيح الزيت .. وعندما كانت سلطات الكهرباء تضطر الى الاطفاء في بعض المناطق لغرض الاصلاح او الصيانة كانت تنبه المواطنين المعنيين الى ذلك قبل 24 ساعة وأكثر حتى يستعدوا ويهيئون انفسهم ويطفئون اجهزتهم.

بالعودة الى الوثائق النادرة التي بحوزتي والتي وعدتكم بنشرها تباعا  وحتى نقارن كيف كنا نعيش في الجنوب وكيف اصبحنا أليوم.. اخترت لكم الخبرين التاليين ضمن وثائق صحافة الجنوب العربي في الستينيات عن أوضاع الكهرباء حينها .

الخبر الاول:هيئة الكهرباء بعدن

اعلنت هيئة الكهرباء ان التيار الكهربائي سينقطع في رأس مربط وجولد مور  والنادي الايطالي والتلغراف وورشة امانة الميناء والإذاعة ومطبعة الحكومة  وجزء من التواهي يوم الجمعة 3 يناير 1964ما بين الساعة الثامنة والعاشرة صباحا للقيام ببعض الاصلاحات الضرورية.

ويأسف المدير للمضايقة التي ستنتج عن هذا إلا ان كل مجهود سيبذل لإعادة التيار في الوقت ألمحدد .(عدن بتاريخ 2 يناير1964  وزارة الارشاد القومي والإعلام..نشرة رقم 14/64).

الخبر الثاني:اعلان من مؤسسة هيئة الكهرباء

سينقطع التيار الكهربائي في قسم ب/1،ب/2،ب/3 وطريق آبان في يوم الاثنين 2 مارس64 بين الساعة السابعة والنصف صباحا والواحدة بعد الظهر للقيام بأعمال ضرورية . وسينقطع التيار الكهربائي ايضا في قسم ب/4،ب/5 وفي جزء من طريق آبان في يوم الثلاثاء 3مارس64 بين الساعة السابعة والنصف صباحا  والواحدة بعد الظهر.

ويأسف المدير للمضايقة إلا ان كل مجهود سيبذل لإعادة التيار في الوقت المحدد. .(عدن بتاريخ29  فبراير1964  وزارة الارشاد القومي والإعلام..نشرة رقم 289/64).طبعا اعزائي نحن في الجنوب كنا نتعامل مع الاطفاءات بهذا الشكل مع اعتذارات وأسف المعنيين ولم نسمع عن الاعتداءات على الابراج وقطع الكهرباء بالساعات والأيام والأسابيع  وإتلاف الاجهزة وتكدير الحياة دون اي اسف او اعتذار إلا في ظل حكومة ما يسمى الجمهورية اليمنية التي استوردت المولدات والشمع بكميات مهوله وبإمكانها ان تدخل موسوعة غينس لتحطيم الرقم القياسي في الانطفاء وتعميم الظلم والظلام  واستيراد الشمع والمولدات .. وآآآآآه من الذي ادخلنا جحر الحمار.