مابين فتوى الديلمي والزنداني قرابة عشرين عام !

231

حين أصدر الشيخ البائس (الديلمي) فتواه الاولى في صيف 94م، كان صيف عام 1994 أشد سخونة عن سابقه، ليس بسبب شدة حر الصيف في مثل تلك الايام الطبيعية فحسب، بل من شدة وسخونة الحرب التي دارت رحاها على أرض الجنوب. تلك الحرب الهمجية التي شنها نظام صنعاء على أرض الجنوب والجنوبيين، بحجة تعميد وتثبيت الوحدة بالدم، ولقد تم التجهيز والإعداد لتلك الحرب مسبقا، من جميع النواحي العسكرية والقبلية والدينية. وما أنا بخصوص الحديث عنه هنا، هو التجهيز والتدبير والإعداد للحرب من الناحية الدينية، وإصدار الفتاوى المسبق اعدادها حال نشوب الحرب ــ تلك الحرب التي أحرقت الاخضر واليابس في الجنوب ــ.

وعندها ظهر الشيخ البائس (الديلمي) واصدر الفتوى التكفيرية الشهيرة..

تلك الفتوى التي كفر فيها شعب كامل، يبلغ تعداد سكانه الاربعة ملايين نسمة..

تلك الفتوى المرئية والمسموعة على الملاء ــ التي لايستطيع أن ينكرها احد حتى صحابها نفسه  ــ أحلت سفك دم الجنوبي واعتبرته غير مسلم جاز قتله..

تلك الفتوى التي اباحت قتل النساء والأطفال والشيوخ بغير مسوغ او دليل شرعي حقيقي ولاقانوني,, وإنما هي عن هوى نطق به صحابها وخدمة للسلطان ( سلطان الحرب )..

تلك الفتوى التي تكفر اهل الجنوب عامة وترى بأنهم كفرة يجوز قتالهم وإخراجهم من ارضهم ثم تعطي للمحتل الغاشم حق الاستيلاء على الجنوب وثرواته بحجة انها غنائم وفيد حرب.

وهنا انسخ بالنص ماجاء في فتوى الديلمي كما هي نصا ليكون القارئ على دراية ودليل بتلك الفتوى. يقول الديلمي في محتوى فتواه:( اجمع العلماء انه عند القتال، بل إذا تقاتل المسلمون وغير المسلمين، فإنه اذا تمترس اعداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين، فانه يجوز للمسلمين قتل اولئك المتمترس بهم مع انهم مغلوب على امرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال، ولكن اذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل اكثر منهم من المسلمين، ويستبيح دولة الاسلام وينتهك الاعراض، اذن فقتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا فإذا كان اجماع المسلمين يجيز قتل هولاء المستضعفين الذين لايقاتلون، فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح هذا اولا اما الامر الثاني: الذين يقاتلون في صف هولاء المرتدين هم يريدون ان تعلو شوكة الكفر وان تنخفض شوكة الاسلام، وعلى هذا يقول العلماء: من كان يطمح في نفسه في علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الاسلام فهو منافق اما اذا اعلن ذلك واظهرة فهو مرتد ايضا).

عجباً يالشيخ (الديلمي) لفتواك، فمن هم المسلمين؟ ومن هم الكفار؟ ومن هم المرتدين؟ ومتى وكيف وأين كان اجماع المسلمين يجيز قتل المستضعفين؟

واليوم وبعد مرور قرابة عشرون عام على تلك الفتوى يظهر لنا الداعية الصيدلاني الزنداني ليقول بكلمة واحدة وباختصار ان الفدرالية (كفر) لأنها منهج غربي ونسي وتناسى ان الحزبية التي يتزعمها في راي كثير من العلماء لأتجوز ولا نقول كفر حتى ننجر الى ما انجر اليه شيخهم الفاضل !!!

الفدرالية كفر والاندماجية المعمدة بالدم في نظر هذا الشيخ إيمان، بل من اعلى رتب الايمان!!! ماذا يريد الزنداني بفتواه في هذا الوقت وفي نفس الصيف الحار، اعتقد  انه يريد الهروب بهذه الفتوى، لان الفدرالية ان حصلت لا ولن تكون إلا بين شمال وجنوب وهو ما فر منه الشيخ هاربا مكفرا الفدرالية ولربما يظهر غدا ويعتذر للغرب كما هي عادتهم ويقول انما قصدت الفدرالية بين دولتين شمال وجنوب ولم اقصد غيرها!

وانا اجزم ان الزنداني مفتي نظام صنعاء يعرف يجيد ان حتى من يريدون الفدرالية في الجنوب وهم قلة يريدونها مشروطة بين شمال وجنوب ولو كان يعرف ان الفدرالية تكون على مبدأ اقاليم تجتمع فيها المناطق الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية ما كان سيفتي ان الفدرالية كفر.

اما نحن اليوم وحراكنا الجنوبي السلمي، الذي يمثلنا جميعا في الداخل والخارج، اقوى من الامس، اليوم وبعد عشرين عام اقوى واكبر من عام فتوى الشيخ البائس (الديلمي). اليوم نمتلك الارادة القوية المستمدة من نضالنا السلمي ونمتلك حقنا في تقرير مصيرنا فتكفير الزنداني للفدرالية هذه المرة خطأ محسوب علية وسيحاسب علية من سلطانة الذي امرة بالإفتاء، لأنه اراد تكفير الجنوب فأخطاء لان عامة الجنوب لايومن إلا بفك الارتباط واستعادة الدولة والسيادة لذا لن تكون الوحدة خط احمر كما اراد من فتواه.