وطن نسكنه ويسكنا

217

-لا داعي للصراع أو الاقتتال (العقل زينة) فرض منطق القوة غير مقبول اطلاقا،النضال السلمي والحوار هما الحل الوحيد لحل كافة المشاكل العالقة وإذابة جليد التراكمات التي صنعها ماضي مثقل بالذاتية والانانية والطفولية.
-الذين اسسوا لأفكار النضال السلمي أو للثورات السلمية لا ابالغ اذا ما قلت أنهم يدركون المعنى الحقيقي والغاية القصوى لمثل هذا النوع من النضال االبديع والجميل الذي لم تألفه المنطقة العربية من قبل، وبقدر كون هذا النوع من الحراك أو الثورات (هبة ربانية) بقدر كونه خلاصة أفكار عميقة وخيال واسع يصل بأصحابه احيانا إلى حد الجنون..، أما الذين يبدون في الصورة الآن يرفعون أصواتهم بالزعيق فإما أنهم راكبوا موجة(طلبة الله) وإما أنهم يفتقدون للحس الذي يجعلهم يستخلصون الافكار التي تجعلهم في الموعد مع الزمان والمكان، الموعد مع المستقبل الذي تتطلع إليه الأجيال.
-هؤلاء يضرون بالمسيرة وياخذون الناس إلى الماضي الذي ما زالوا يعيشون فيه بينما يوهمونهم أنهم ياخذونهم صوب المستقبل،ينبغي التصدي لهم بكل الوسائل الفكرية والسلمية الممكنة وعدم السماح لنزعة العصبية الكامنة في نفوسهم تقرير مستقبل الملايين من الأبرياء بعد اليوم.
-بكل تأكيد أي بلد توحد وكان عبارة عن دولتين من قبل كان يفترض تذويب هويتي الدولتين في الدولة الجديدة حتى لا يبدو في يوم من الأيام أن هناك جهة تسيطر على أخرى أو هناك أسياد وهناك عبيد لكنها العصبية المنتنة التي أوصلت الحال إلى ما هو عليه.
الدولة الجديدة الآن بعد انطلاق ثورات التصحيح الكبرى يفترض أن تكون بهوية جديدة جامعة وشاملة تعبر عن كل الناس ابتداء بتغيير شكل الدولة نفسها من المركزية إلى اللامركزية(الفيدرالية) مرورا بتغيير علم الدولة وصولا إلى طابع البريد والعملة وصولا إلى اسطونة الغاز..وعلينا أن لا ننسسى قبل ذلك تغيير العقول أو تهيئتها لهذا الانتقال أو التحول.
يحتاج ذلك لابداع خلاق،لفلسفة جديدة..تصوغ هوية جامعة تعبر عن ناس متسأوووون في الحقوق والواجبات..وطن كبير نسكنه ويسكنا.

مقالات الكاتب