قضيتنا في خطر..

212

القضية الجنوبية اليوم أصبحت أكثر وضوحا وأكثر وعيا بعدالتها وبتحديد وضوحها من قبل كل أبناء الجنوب الذين هم اليوم في طليعة النضال السلمي .. وان ما ينقص قضيتنا المركزية هو الجانب التوعوي والإعلامي الهادف المستقل وليس المنجرف إلى تيار دون آخر والذي يدافع عن الأشخاص والتيارات أكثر من القضية الجنوبية نفسها ..فنجد ذلك يخل بالترابط الاجتماعي والموروث الشعبي الجنوبي مما يسبب تمزق وتشتت .. فيصبح تصالحنا وتسامحنا لا معنى له ولا اعتبار..
لا يخفى على احد دور الوسيلة الإعلامية في توجيه الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي فلإعلام اسقط حكومات وقوّم حكومات فالأمر ليس مستهان به .. ونحن اليوم نفتقر إلى ابسط مقومات الوسيلة الإعلامية الراقية والمستقلة التي تطرح القضية الجنوبية من جميع أبعادها المختلفة وتحلل الموقف الدولي والإقليمي بنوع من الاتزان بعيدا عن الإسفاف والتعصب ..
ولان الخطاب الإعلامي أصبح المعيار الأساس لقياس المواقف وجديتها - خاصة الثورية منها -وهذا متعامل به دوليا فالخطاب الإعلامي بمختلف أشكاله هو سلاح هذا العصر في توجيه الآراء ضد أو مع قضية ما ..
ولا خلاف عندنا بعدالة قضيتنا الجنوبية ولا بمعاناة شعبنا في الجنوب من جملة التجاوزات العنجهية التي مارستها آلة القمع برئاسة المخلوع علي صالح وقيامها باحتلال ممنهج على الجنوب الأرض والسكان.. وان الأجواء هذه الأيام تبدو أكثر تهيئا لتحقيق خطوات جدية في مسيرة النضال الشعبي في الجنوب بجميع مكوناته النضالية ، وأضحت الخلافات هي اكبر معوق أمام انتصار هذه القضية ..
فبين تعنت وحب للمسؤولية وتخاذل وتبادل للاتهامات وتجريد بعضنا البعض من الوطنية والنزاهة ظهرت هناك هوة كبيرة بين أبناء الجنوب وأصبح ردمها على ما يبدو صعبا جدا ويتطلب الكثير من العمل والجهد والإخلاص ..
وكل مشكلة أو تباين يحل وفق حوار على طاولة مستديرة يجمع الأطراف المتنازعة وينتهي الأمر بحل يرضي الأطراف جميعا وتدور العجلة إلى الأمام .. ولكن لماذا لم يتم هذا الحوار في الجنوب ؟ ومن الذي عثره ؟ ولماذا إلى حد اللحظة لم تكن هناك مساعي مدروسة وجدية لجمع الاطراف على طاولة واحدة وحل الخلاف ؟ ومن الذي يقف وراء عدم قيام مثل هذه الحوارات ؟ وما هي مصلحته ؟
أسئلة نطرحها لأهل الحل والعقد لعلنا نجد تفسيرا على تساؤلاتنا هذه وسنسعى لمعرفتها وإذا عرف السبب بطل العجب ..