دخول الجنوب في حوار صنعاء بصيغته الحالية انتحار سياسي

171

لما كانت السياسة وسيلة لا غاية فهي إذن لا تصل الى مبلغ القداسة وإذا كانت إرادة  الشعوب من إرادة الله فذلك يضعها في مستوى الغاية وبلوغها يخضع اعتباريا لنوع الوسيلة التي من خلالها يتم الوصول اليها .

وجوهر السلطة يعرف بأنه الخضوع المطلق لحقوق الناس ومطالبهم ولما كان الشعب في الجنوب قد عزم أمرا عسيرا وفي سبيل تحقيقه والوصول اليه أهرقت دماء خيرة رجاله وتحت حفيف علمه تجندلت أجساد شبابه برصاص قتلة مازالوا جميعا يمضغون اوراق القات في دواوين آمريهم.

 

 وإذا كان جند صالح هم من تلذذوا بمنضر دماء الدرويش مكبلا بالأصفاد  تسيل  قطرة قطرة في سادية مرضية فريدة فهاهم أشاوس حكومة الوفاق  يعيدون الفعل نفسه وتسلب  رصاصات حقدهم وغلهم الدفين حياة أطفالنا ندى وسامح وحمودي لأن دماءنا في الجنوب ببساطة  هدرا بفتوى شرعية موسومة.

 فمن لا يعير دماءنا أدنى اعتبار فحريا به السخرية وازدراء ارادتنا السياسية وهم كلما عصفت بهم رياح الحق كان علينا نحن دفع ثمن وفاقهم وتصالحهم .

 الآن وقد تقاطعت مصالحهم حول طريقة اقتسام ثروتنا يطلبون منا الطاعة ولعب دور المحلل و قطع تذاكر سفر لحضور حفل تنصيب أمراء صنعاء الجدد وسموا ذلك مجازا حوارا وطنيا.

واني وأيم الله أرى قبول الحراك الذهاب الى صنعاء هي الحالقة ومتى  كانت صنعاء مفتاحا للخير في كل مراحلها السابقة ورجاء ذلك منها كبسط الكف للماء ليبلغ الفم وما هو ببالغه أما دعاوى المشاركة  .

 

  تحت مبررات أن تستمع الى ما يقال فإن لم تجد مبتغاك انسحبت ويحمد لك المشاركة وبرر آخرون تلك الدعوة بأن أوربا ورعاة المبادرة الخليجية حال امتناعنا  سيصنفوننا في خانة أعداء الحوار واذكر الجميع أن  هذه الجهات هي من هددت وتوعدت الحراك الجنوبي قبيل انتخابات 21 فبراير في حالة رفضه قبولها بأنها ستصنفه كمنضمة إرهابية وعدم مشاركته في تلك الانتخابات خطأ سياسي كبير  .فهذه ليست بطولة رياضية ومصائر الشعوب ليست خاضعة للتجارب والمغامرات الغير مضمونة النتائج .

 

 و إلا كنا كمثل من يطالب عذراء عفيفة الزواج بقاتل أبيها فإن وجدت منه شرا بإمكانها حزم أمتعتها و العودة الى بيت أبيها عزيزة مصانة.

 ورفضي وتحذيري من مشاركة الجنوب  لا يأتي من باب العاطفة والحماسة او استعداء  الحوار كقيمة إنسانية عليا بل يستند الى 7 أسباب أراها من وجة نظري كافية لرفضنا القاطع القبول بذلك الحوار بمبدأ إن تجريب المجرب غباء  .

 وأولها ان صنعاء تقول أن الحوار غير مشروط وهذا أدعاء  باطل  فتسمية الحوار بالحوار الوطني يعد شرطا وعدم اعتراف بالوحدة  حيث أن التسمية تلغي حق الجنوبيين تمثيل أنفسهم كطرف وند فقد وضعوا الشرط في التسمية ابتداء .

ثانيا دعوة الجنوبيين الى الحوار دون اعتراف الشمال بالقضية الجنوبية معناه أن حضورك يماثل  حضور أي حزب سياسي يمني .

ثالثا اذا لم يعترف الشمال بأن الحوار يجب أن يكون بين الشمال والجنوب ندا بند يعني ببساطة أن الشمال لا يعترف بالوحدة التي يسبحون باسمها بالغدو والآصال ويعبدونها صنما من دون الله حيث ان عدم اعترافهم بالجنوب طرفا في أي حوار يعني ببساطة انهم لا يعترفون بالوحدة التي يجب بحسب التسمية أن تضم طرفا أو أكثر .

وهم يعرفون الوحدة بأنها نتائج حرب 94 وما ترتب عليها من سيطرة وهيمنة للمنتصر وسموا ذلك الوضع وحدة ومن قال بغير ذلك نعتوه بالانفصالي وزجوا به في السجون .

وإن سألت  أحدهم هل الوحدة اليوم قائمة يحلف لك بالله أي نعم وإن سألته بين من ومن قال لك بين الشمال والجنوب وإن سألته هل الوحدة تعني الشراكة سكت وهل الجنوب شريكا في السلطة والثروة والجيش والتمثيل السياسي والدبلوماسي  عدد لك أسماء الوزراء من أبناء الجنوب  في إشارة مجددا الى ترتيبات ما بعد حرب اجتياح الجنوب .

رابعا هم لا يريدون من الحراك الدخول الى الحوار باعتباره ممثلا عن الجنوب وإنما كفصيل سياسي معللين ذلك بأن الجنوبيين لا يتفقون على فصيل واحد يمثلهم مناقضين أنفسهم في آن فإما أن يعترفوا بالقضية الجنوبية علنا وبالحراك الجنوبي ممثلا لشعب الجنوب ويدعى رسميا الى الحوار على هذا الأساس وله حق القبول أو الرفض عملا بأدبيات الديمقراطية التي يقولون أن الحوار يؤسس لمداميكها أو عدم دعوته أساسا.

الطريق الثالث

 أما الطريق الثالث الذي تنتهجه صنعاء في عهد صالح ومن جاء بعده قولهم بأن الحراك لا يمثل الجنوبيين وهنا في تناقض حقوقي وسياسي  حيث ان دعوة الحراك الى الحوار باعتبار ماذا ومن يمثل على طاولته ثم كيف تدعو طرفا لا تعترف به  .

 

وتناسوا ان الشمال سيأتي الى الحوار بشخصيات تمثل أكثر من ألف ومائتي  مكون استنسخوا في ساحات الثوار بصنعاء وسيشارك منهم  ممثلين عن القبائل والأحزاب والحوثيين وبقايا النظام وممثلين عن الشباب ومنضمات المجتمع المدني وحكومة الوفاق وأحزابها منفردة  وعلية من سيحاور الجنوبيين ؟ ومن سيقع على كاهله تنفيذ أي استحقاق سياسي للجنوب  أقر في الاتفاقيات المبرمة حتى وإن وجد الضامن الدولي والإقليمي الذي كان حاضرا وموقعا وشاهدا وضامنا لتوقيع وثيقة العهد والاتفاق بالعاصمة الأردنية عمان .

خامسا كيف يمكن للجنوبيين الذهاب الى حوار وجميع مدنهم محاصرة بألوية عسكرية وترسانة أسلحة وعديد القوات تخوض حربا ضروسا فوق أكثر من رقعة فيه .

سادسا في أبجديات التفاوض وبروتوكولات الحوار يقدم الطرف الداعي  ما يسمى بمبادرات حسن النوايا وتنازلات لتهيئة الحوار  بعيدا عن المتاريس الحمراء.

 

سابعا هل قدم الطرف الدولي المشرف على الحوار تعريفا لطرفي الاتفاق بمعنى من سيقف أمام الوفد الجنوبي وبأي صفة أو اسم سيقدم الطرفان؟  وإن سلمنا جدلا ووقع ممثل عن الشمال أي اتفاق مبرم ثم نكص عنه وعدل فأي جهة في الشمال سيحاسبها ويلزمها الضامن الدولي تنفيذ ما تم الاتفاق عليه أهي  مصلحة شؤون القبائل باعتبارها طرفا وقع ذلك الاتفاق  ام أحزاب المشترك التي في المعارضة أم فروعه التي هي شريك الآن في السلطة؟  أم على الجنوبيين الذهاب الى مجلس الأمن لمقاضاة حزب المؤتمر الشريك في سلطة الوفاق أم حزب المؤتمر المخلوع عن السلطة ويعرف ببقايا النظام ,أو على الجنوبيين الاحتكام الى الثوار في الساحات وأي قطاع منهم هل ثوار حزب الإصلاح ثلاثي الأبعاد في سلطة الوفاق ومعارضة المشترك وفي منصات الساحات ,

وهنا فذهاب الجنوب الى حوار تارة يقولون انه بلا سقوف وغير مشروط ومرة ثانية ينبري صقور الشمال بتصريحات تضع الوحدة في مصاف الدين يتحدثون بصراحة أن الحوار لن يكون الإ تحت سقف الوحدة ومع هذه الضبابية فإن دخول الجنوب الى ذلك الحوار سيكون أشبه بدخول سوق القات لإلقاء موعظة .

ستلجأ صنعاء باعتقادي  الى تفصيل جنوبيين بعباءة سلطة ويتم وتقديمهم  كممثلين عن الجنوب في استنساخ لأكثر من( ناخبي)ما يعني  عودة  الأمور الى المربع الأول وربما  دفع الجنوبيون الى تبني خيارات مكلفة أرى أنها من_ وجه نضري _ستقود الى غياهب سوداء مظلمة وحينها لن تجد صنعاء أو المجتمع الدولي  طرفا جنوبيا قابلا بالحوار الإ على سقوف صادمة وما مثال صعدة عن معشر القوم ببعيد اللهم فاشهد

مقالات الكاتب