الإصلاحيون.. والعقلية الانتقامية وهوس الوصول إلى السلطة

165

الشباب الذين ينفذون الاعتصامات في الساحة المقابلة لجامعة صنعاء وفي محافظات تعز وعدن والحديدة وغيرها التي تطالب بتغيير النظام انكشف لهم ولغيرهم من المعتصمين مع مرور الأيام المخطط الجهنمي الوصولي المتطرف لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) للوصول إلى السلطة بكل الطرق والوسائل على حساب أولئك الشباب المغرر بهم الذين وجدوا أنفسهم أدوات بيد الجماعات الإسلامية المتشددة تحركهم وتسيطر عليهم وتتحكم بعنفوان طموحهم وتكسر تطلعاتهم دون أن تحسب أي حساب لتضحياتهم طوال زهاء ثلاثة أشهر كانوا يهتفون فيها بعفوية بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح الأمر الذي مثل صدمة عنيفة لهم وهم يرون تلك الوجوه الملتحية في واجهة ثورتهم.

لقد أيقن الإصلاحيون وتحت لواء ( اللقاء المشترك) وهو التكتل الذي يضم عدداً من الأحزاب السياسية المعارضة بما فيها الحزب الاشتراكي بتاريخه، تخضع لمطامع ورغبات الإصلاح ويمرر باسمها سياساته دون قناعاتها أيقنوا أن الفرصة مواتية هذه المرة وعلى حساب ثورة الشباب المخدوعين وأن الوقت قد حان للوصول إلى الحكم وإسقاط النظام الجمهوري حتى وإن كان هذا الهدف غير المشروع على براكين من دماء أبناء الشعب اليمني وتدمير الوطن ومكاسب الثورة والوحدة، وهذا ما أتضح جلياً لكثير من العقلاء وللشباب في ساحات اعتصاماتهم الأمر الذي دفع الكثير منهم إلى مغادرتها ورفض هذه الأجندة القذرة التي تملى عليهم والتي تمهد الطريق أمام الإخوان المسلمين للوصول إلى مبتغاهم .

إن الوقائع ماثلة أمام القاصي والداني لسيناريو الإصلاحيين الرهيب ولكل ما نقوله ليس من قبيل المكايدات السياسية والإساءة والتشهير لقيادات الحزب العليا وعناصر الوسطية والقاعدية التي تعمل بشكل أكثر دقة وتنظيماً في أوساط الشباب والمجتمع بكل فئاته ومن يعيش عن قرب منهم سيرى بعينه ممارساتهم وأنشطتهم .

ولعل العدوان الهمجي والانتهاك السافر ضد الناشطين والناشطات في ساحات التغيير قد أوضح للملأ أن الإصلاحيين ضد شركائهم والمتحالفين معهم.

الثابت ان ما تعرضت له الناشطات المعروفات هدى العطاس وأروى عثمان وجميلة علي رجاء والزميلة وداد البدوي من اعتداء مروع من مليشيات الإصلاح “ الإخوانية” والفرقة الأولى مدرع الأسبوع الفائت يمثل أسوأ الانتهاكات وجرائم خطيرة ضد الإنسانية .. وهناك كثير من القيادات والناشطين والإعلاميين لم يسلموا من القمع والعدوان الهمجي الغاشم “ للإخوان المسلمين “ أو منتسبي حزب الإصلاح والذين يعتمدون على السلوك الإرهابي الأارعن والمريب ضد من يختلفون معهم ولا يذعنون لخطابهم المتطرف ومن هؤلاء الذين كانوا ضحايا أبرز الأقلام الصحافية أمثال الكاتب الحر فكري قاسم رئيس تحرير صحيفة حديث المدينة الذي فوجئ بمنعه من الدخول إلى ساحة الاعتصام بمحافظة تعز وهو من الطلائع الأولى التي آزرت مطالب المعتصمين وحالات الانتهاك كثيرة لا يتسع المقام لذكرها.

إن الإصلاحيين صاروا اليوم الخطر المحدق بهذا الوطن وأمنه وهم من يشعلون حرائق الفتن في كل مكان ومن باعوا ضمائرهم للشيطان شخصياً أدعوهم إلى أن يفكروا ويترفعوا ويؤمنوا بالله عز وجل كون عمل العصابات لا يدوم والظلم ظلمات وبعقليتهم التآمرية الانتقامية سيلفظهم التاريخ والشعب والله على ما نقول شهيد.