ما الذي حدث لفتيان الثورة!

150

 

لمح الجانب الأيسر من وجه شباب كان أول ايام الثورة وجه فتى ثوري.

كان يدور بين الخيام منتشيا ووجهه في حالة تحد واستعداد. فتى بكامل شغفه على اساس من الثقة في الحلم، وعلى اساس انه يهمس للدنيا، انا موجود ولدي مهمة عظيمة. يمنح الجاكت لرفيق يشعر بالبرد، ويتصل لأمه في القرية ويتحدث بلكنة من يتفهم عائلته رجل في مهمة تاريخية محفوفة بالمخاطر.

ولقد انتزع التسوية هذا الإحساس بالدور التاريخي المؤثر، واغلقت التسوية برنامج اكتشاف الذات الملائمة.
ماالذي تبقى لشاب كان قد نذر نفسه للمجد الإنساني حين يضعون في يده 500 ريال بعد الغداء؟
يبدو ان تنظيم صراخ الانسان وتمرده اسوأ من استبعاده. ذلك ان العبودية غالبا ما تبقى للإنسان حلمه بحريته.

اعود لملامح فتى صادفته اليوم، لقد ضمر فيه شيء ما يحاول تبريركيف انهم احرجوه وعقلوه: أخذوا من يده الشغف، ومنحوه تسوية ليست خيانة، ولكنه لا يرى ما الذي يفعله بها،؟
هم الآن في الساحات بصدد البقاء حتى "استكمال بقية اهداف الثورة"،وكفى.

واهداف الثورة الآن عسيرة على الشرح، وهذا هو ما يدافع به الفتيان عن قلة حيلتهم وهم يفقدون مع مرور الوقت دفء علاقتهم بالساحات ووجاهة هذه العلاقة. يرون تنظيما لبقائهم وإدارة شحيحة لهذا البقاء، وبأدوات وحوافز مهينة. لقد خرجوا سعيا وراء المجد، وليس"خمسمية" باليوم. لقد جثم عليهم إحساس التورط في نهاية الأمر بين يدي ما يشبه مقاول عمال باليومية، وهم محرجون الى العودة الى قراهم بهذا الذي ليس نصرا على الإطلاق ولا يصلح لإمضاء بعض الوقت في حالة استراحة محارب عاد بتسوية.

لا اقول ان الثورة كانت لأجل امجاد الفتيان بقدر ماهي  عملية انتزاع الأفضل للشعب وتأمين سلمه الإجتماعي.

ولم تكن الحرب الأهلية لتكون افضل لفتيان الساحات وعودتهم المجيدة، غير ان الذي حدث من تسوية وحصانة وتنظيم ساحات ما بعد التسوية، هي امور غير قابلة لأن يشرحها احدهم لنفسه، مدركا ما يحاول اعلام التسوية تسميته نصرا بدون ضجيج. كل ماهنالك ان خيبة أمل قد باغتتهم، واصبحوا الآن مجرد فرسان بلا معركة، ويمكن استخدامهم في مهام ليس من بينها " الفزاعة" ، ذلك انهم بهذه الحالة لا يفزعون احدا بقدر ما هم ضروريون لأن يشعر السياسيون ببعض الأمان والشعور بقدر من بقاء الأمور قيد السيطرة، ثم لا شيء.
ان عملية مهينه من الثورية اليومية والجبن السياسي، تتم ادارتها في الساحات بحق النفوس الحالمة التي علقت في مأزق تاريخي كهذا.
هل انني لم اعد احترم هؤلاء الفتيان، واشفق على ايامهم الأخيرة.

 

مقالات الكاتب