حزب الإصلاح رعب وإرهاب

149

لا أكره حزب التجمع اليمني للإصلاح ولست عليه بحاقد.. غير أن موقفي منه مبعثه شعوري برعب إذا ما استحوذ على السلطة واستفرد بالحكم وقبض الزمام.

أشعر بهلع يزداد وقبضة من حديد تضغط على عنقي.. تخنقني كلما اقترب أكثر من سدة حكم وقيادة أمة.. تداهمني حشرجة الموت إن صار علينا قدراً أو لعنة وامتلك الملك..

سؤال يلح على ذهني: إن كان هذا الحزب يرتكب فظاعة وهو لا يملك نصف السلطة، فكيف سيفعل إن آل له كل الملك؟!!.. رعب وفزع يزلزلني ويشل الأطراف!!.

أشعر أنني اقترف خطيئة وأنا أزعم للناس أن الإصلاح ونظام الصالح نظام واحد.. أشعر أنني ارتكب باطل وفجاجة بحق المعقول.. أشعر أنني شخص قليل الخبرة حد عدم التمييز.. أشعر أن العلم أبهظ كلفة لغبائي هذا..

لا أهوى القول جزافاً بل هي متابعة وتجربة مدفوعة الكلفة.. أعضاء مليشيات “الإصلاح” عندما يعتدون عليك بالأيدي تشعر أنك تتمزق كورقة فيها نسمة شاعر في قبضة أحمق متلبس شيطان.. الواحد منهم مثقل بثقافة أثقل من ألف جبل.. لا تتزحزح إلا بهول وقيامة.. غلاظ أجلاف، وعقول محفوظة في ثلاجات الموتى.. ما قال لهم قادتهم قالوه، وما أمروهم به فعلوه دون سؤال أو تفكير!!.. لا يندم أحد منهم حتى إن اقترف فتوى تدمير العالم وألف خطيئة بحق الإنسان.. إن كنت محظوظا وحصلت على اعتذار شفهي من بعض الساسة تشعر أن العذر أقبح من ذنب مليون مرة..

عندما يعتدون عليك بالعصيان وبالصمول تشعر بهمج طافح وغريزة تتوحش.. تشعر بكثافة أنهم من أكلة لحوم بشر في عهد غابر ما قبل التاريخ وما قبل الإنسان..

وعندما يقتلك أحدهم تشعر أنك قربان صاحبه يتقرب إلى ملكوت الله ملتحياً بالدم وبالبارود.. يريد أجراً وثواباً أعظم.. يقتلك ليمتطي ظهرك إلى الجنة يوم صراط وحساب.. يقتلك في الدنيا قربانا وفي الآخرة إلى الجنة مطية.. مهووسون ببنات الحور.

يرون في عينيك قذى ولا يرون في أعينهم أحجاراً وخشب.. التخوين لديهم أسهل من شربة ماء.. يحتكرون الجنة وصكوك الغفران وإن كنت قبساً من نور ونبوة في ليلة ظلماء، قالوا: عليك اللعنة.

إن قلت الحق فيهم يا ويلك.. إعلاماً ودعاية.. إشاعة ووشاية للسلطان.. تشعر أن القيامة قد قامت عليك وحدك دون العالم.. تكتشف أن الزيف عرضاً وعلى الكذب “العالم” فيهم يقتات ويعتاش!!.. تسمع هنجمة وفتاوى تجلجل.. لا تترك في الكون فراغاً إلا وملأته صخباً وضجيجاً.. وتحريضاً مسموماً، ونارا تشعل الأرض عليك براكين وحرائق.

إن كان بحاجتك يستجديك حد الخجل الموجع.. يتحالف معك ليستخدمك ويتكتك لتكتشف بعد أوان إن أنانيته فاجعة كبرى، وكاسحة حد الطوفان.. وإن استتب له الأمر فيما بعد واستغنى تجده تمساحاً يريد أن يلتهمك مرة واحدة دون استثناء.

إن ثرت في وجهه وجدت من هو جاهز بالتكفير والفتوى، وآخر ينفذ بك “شرع الله”.. وإن كنت محظوظاً تجد ثالثاً يسحبك إلى حوش التدجين.. يفرع عنك ليوهمك أنه صنع معك معروفاً وجميلاً.. وسرعان ما تكتشف أنه لعب في الأدوار وخداع أكبر.. جميل زائف وقبح يصل إلى حد الطغيان.. يجيدون اللعب بالبيض وبالأحجار.

يتشهون السلطة كشهوتهم للجنس البكر.. ومن في السن دون العشر طهرا وبراءة!!.. وفي المال ولع بالغ، وإن كان مثقلاً بجبال من نجس ودنس.. لا ينفقه من أجل الأمة بل بحثا عن عرش.. عن أصوات وأتباع ونفوذ.. عن ملك يجلب ملكاً ومالاً وثراء يزداد.

خلاصة قولي أنني لا أكره حزب الإصلاح ولا أفجر بخصومته ولكنني مرعوب منه وأشعر أن وطني الغالي في خطر داهم.. هذا كل ما في لأمر.

مقالات الكاتب