مسئولية السلطة والشباب..!

137

أخفقت كل المساعي الطيبة الهادفة لإصلاح الحال وخلق جو وسلوك بيئي يؤدي إلى إقناع (الشباب) الذين يغلقون شارع مدرم بضرورة فتحه وجعل الحياة تنساب فيه كعادتها، بعد مضي أكثر من خمسة شهور والشارع قد تحول إلى مقالب قمامة وميادين كرة وساحة للاشتباكات والتقطعات ثم إقلاق الناس في عماراتهم السكنية التي فكر ساكنوها عمل أبواب لها بعد تهدد الأخطار والمشكلات.. وغيرها، أقول أخفقت المساعي وكأننا في (شيكاغو أو تيكساس)، رغم بساطة الشباب وهيئاتهم الطيبة لكنهم يتمسكون بمطالب وكأنهم (دولة ادخل الدولة) في حين نرى نحن أن الدولة قد تلاشت تماما، وتركت الأمور للناس يفعلون ما يشاءون، بمثلما تركت أبين وها اليوم مهجورة مدمرة وأهلها مشردون يبحثون عن المساكن ولقمة العيش والأمن والأمان قبل ذلك لكن ما العمل والشباب هؤلاء متمسكون بمطالب أهمها (معاملة الشهداء بالوكالة عبر أهل الخير والتجار ورجال الأعمال، وتتحمل الدولة/ السلطة القسط الأكبر، لأنها لم تعالج المشكلة بعقل وحكمة وروية، وكذلك الشباب الذين اندفعوا كمقاومة وردة فعل، ما جعل المسألة تكبر والتحدي يتزايد، وفقدت السلطة المحلية هيبتها، وصار بعض الشباب (الملثمين) يستولون على السيارات الحكومية كنوع من إيصال رسائلهم لمن يعنيهم، والغرض من إطلاق بعض الشباب المحجوزين لدى أقسام الشرط وذلك يجعل المدينة تعيش عبثا وقمعا وردود أفعال، أفقد المدينة وأهلها السكينة العامة وصار الخوف والهلع ملازم لنا جميعا.

اليوم.. نحن في ضيقة حال، فالكهرباء تنقطع كذا مرة في اليوم، والأمن والأمان صارا مفقودين والشارع يعيش بهذلة ما بعدها بهذلة، وتراكمت أكوام القمامة، وتمسك كل طرف بما يراه حقا له، والبلدية لا تريد دفع ما عليها وصندوق النظافة متعنت في دفع الإكرامية، والعمال مصرون على قبضة الإكرامية، وتعقدت الحياة، ويا ساعية جرى الصندوق!.

السؤال المهم هنا.. لصالح من تدمر عدن، والمعلا أنموذجا، وهل خلال الفترة الماضية لم تستطع معالجة ما يجري، وإذا كان معظم أعضاء المجالس المحلية قد استقالوا، فلم رجعوا إلى مواقعهم (سكته)، وهل يرضيهم ما يجري؟، في الوقت الذي كنا نأمل أن يستقيل من تبقى حفاظا على ماء الوجه، واحترام الناس الذي صوتوا لهم، لكنهم يحققوا لهم أدنى المطاليب.!

إن سلبية ساكني شارع مدرم وتعنت الشباب وهروب السلطات المحلية والأجهزة الأمنية سوف يضاعف المشكلات وستصبح المدينة مرتعا للغوص والقتال والثأرات والاختطافات وتصفية الحسابات، وهذه مسألة خطيرة، أن تتحول المدينة الهادئة إلى ساحة حرب وصراعات، وكل واحد عامل نفسه زعيم، وعلى من، على أهله وناسه وأهل حافته وعمارته وشارعه، اللهم سترك يارب؟!.

أخيرا هل عزم كل هؤلاء رغبة الناس ويفتحون الشارع، ويتمسكون بحقهم بطرق أخرى.. وهل في هذه الحال سيدعمهم الناس فيما يطالبون؟!

نعتقد أن ذلك هو الذي ينبغي أن يكون، وعلى المحافظ الشاب بالوكالة أحمد سالم ربيع أن يحسم الموضوع مع الشباب وأن يحاسب كل الأجهزة الأمنية والقمعية التي لطخت أياديها بدماء الناس الأبرياء وفي مقدمة ذلك دماء الشهداء: هائل وليد هائل، والوالد باشطح، وغسان الميوني، وغيرهم ممن أصابتهم القذائف الطلقات وبالمقابل معالجة الجرحى من الأمن الشرفاء الذين كانوا ضحية ليس إلا.. ونرى أن يسند كل الطيبين بن ربيع ليقف على قدميه وليريح الناس مما هم فيه، ولتكن الخطوة الأولى في هذه العشر الأوائل من شهر الصوم الكريم.. وكل رمضان ونحن بخير جميعا.