بريمر عدن

38

يقال والعهدة على الراوي أن كل المساعي التي ظلت تبذلها قيادات عسكرية رفيعة بحجم علي محسن صالح الأحمر، وقيادات في المعارضة وناشطون في الثورة الشبابية طوال الأشهر الماضية، قد فشلت تماما في إقناع (بريمر عدن) قائد المنطقة الجنوبية اللواء الركن مهدي مقولة ، كي يتوقف عن مغامراته التي أكثر منها في عدن وأبين والحوطة وحتى آخر نقطة في أطراف (صفى حلية) بردفان شمالا.

لاحظوا العرض السخي المقدم لـ(بريمر عدن): توقف فقط عن العبث بأمن واستقرار المنطقة الجنوبية، لا تنظم للثورة، ولا تترك سيدك وولي نعمتك الرئيس صالح (المنتهية شرعيته دستوريا).

يا مقولة ... الحرب الحقيقية وتكافوء ميزان القوى هناك في أرحب في صنعاء في صعده ، حيث قبائل الجوف ومأرب والشيخ البطل حمود المخلافي في تعز، هناك للمغامرات مذاق آخر.

أما هنا فالوضع مختلف .. عدن ملت من الصراع والحروب ودورات الدم طوال خمسة عقود مضت.

يا مقولة.. يكفي عدن صبرها طوال العشرين سنة الماضية عليك أنت وأمثالك ممن ألقت بهم صدف الزمان وجاءت بهم المقادير ليتسيدوا عليها، لكن الطبع غلب التطبع، فالسيد لا يعبث ولا يتآمر، ثم ها أنتم تؤكدون غربتكم عن هذه الأرض وأنكم لا تمتون لها بصلة، ولا يربطكم بها رابط.

أبسط متطلبات الوطنية وشرف البدلة العسكرية التي ترتديها أن تصون تراب هذه الأرض ولو حتى من باب رد الجميل فلقد احتضنتك لعقدين من الزمان واستوعبت كل نهمك وطمعك يوم رحت تقتطع المساحات الشاسعة من أراضيها وشاع بين الناس خبر النافذ العسكري الذي يمتلك مساحة الأرض في عدن تظاهي مساحة دولة البحرين الخليجية.

يا مقولة .. الناس هنا في عدن ومحيطها تعتبرك المدان الأول في كل ما يجري من إرهاب وخلط للأوراق.. يعتبرونك الفاعل الرئيس في إغراق عدن وأبين ولحج بالمسلحين الذين يقلقون سكينة الناس واستقرارهم وأمنهم، وحتى نقاط التقطع التي تنتشر في طريق (لحج ردفان الضالع) يقول الناس أنك أنت من تدعم المتقطعين وتمدهم بالسلاح والمال.

يعتبرونك المتهم رقم واحد في التفجيرات الأخيرة في عدن، ويحملك أهالي محافظة أبين المسئولية الكاملة عن حصارهم والتضييق عليهم وقد رفعوا مذكرة إلى نائب الرئيس قبل أيام بذلك.

حتى الجنود والضباط في المنطقة الجنوبية يخافون المشاركة في الحرب ضد عناصر القاعدة المفترضة في أبين، ليس جبنا ولكنهم يعتقدون أنك تعد لهم الكمائن وتسلم أرواح رفقائك في السلاح بشكل سلس للقتلة من المسلحين في طريق دوفس ، وهؤلاء الأخيرين –عمليا- ترعاهم وتمدهم بكل أسباب الحياة.

هذا ما يقوله الكل عنك ، ولا تجتمع أمة محمد على ظلاله، فهل تستطيع تغيير الصورة المأخوذة عنك، افعل العكس إن كنت تريد ذلك.

كنا نسمع أن الجندية شرف والجندية وفاء، وعليه فالوطن وناسه أولى بوفائك يا مقولة، هل لنا أن نتفاءل بصحوة ضمير وأن تتدارك نفسك وتغير المسار قبل فوات الأوان.. أم يحق لنا أن نهتف يائسين قول الشاعر: (ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار).

مقالات الكاتب