أوبه!! أنا صائم

110

 من الظواهر التي تعودنا عليها في رمضان اليمني، العصبية والهسترة، الواحد ما يستحملش كلمة واحدة إلا وانفجر غاضب، ولو زرت قسم العظام في أي مستشفى لوجدت العجب العجاب "90%" من الحوادث سببها غضب، على شان كذا وصانا الرسول الكريم محمد –صلى الله عليه وسلم- "لا تغضب" والحقيقة أن القات يلعب دوراً كبيراً في العصبية الموجودة في حياتنا اليومية، تلقى ناس ما يبرد قلبه ولا يجي عينه النوم إلا وقد سوا ملحمة داخل بيته ولاتقل جاكي شان، أما إذا اجتمع الثلاثي الخطر على المواطن "القات والسهر والحراف"، فوخروا من تجاهي قاطرة مهرية من غير بُريك، ويرتفع الأمبير إلى أعلى درجاته لدى الزوج عندما يكون في شدة حرافه وضبحه وزوجته تغني له "هات.. هات"، وبحسب قسم العظام، فإن أغلب الحوادث التي تصل إليهم، طعن أو رصاص أو "فقش"، بمعنى أن هناك من يصوم، وعندما يواجه أبسط موقف في السوق أو الطريق، يخرج جنبيته أو صميله أو مسدسه، وهات يا ضرب على طريقة "اللهم لك صمت وعلى عبدك أفطرت"، وكيف يصوم لله من يفسد صومه بالغضب والهستيريا والصياح والزعيق، فيسب ويشتم ويضرب ويكسر ويدمر، هلاّ فطرت وجلست في بيت أبيك وسكهت الناس ويلات جوعك ونشفان ريقك؟، وآثار المسألة تتجاوز الشهر الفضيل لتصبح عادة في رمضان وغير رمضان، فالغضب والهستيريا جزء أساسي من العنف الأسري الذي يحدث في مجتمعنا، وهناك آباء معروفون بعصبيتهم الشديدة مع أبنائهم، تجد ابنه يوم وعينه متورمة، ويوم آخر يمشي وهو يعرج، ويوم يده ملفوفة، وكله من هسترة أبيه، بتجي له زي الحالة لازم يحصل أمامه قربان على شان يبرد قلبه ويدشدشه وبعدين يهدأ. 
وأكثر من يصبر على العنف الهستيري، الناتج عن الحمى الحرافية والأزمة الاقتصادية والرازم القاتي هن النساء، فهن يصبرن صبراً يفوق صبر الحجر في مدرب السيل، هناك نساء يتعرضن لضرب وعنف أزواجهن، وهن صابرات وكأنهن في خندق، وهؤلاء المسكينات مكبلات بالأولاد، حتى لو ثارت ورفضت ما تتعرض له من عنف يومي غير مبرر أين ستذهب؟ وتهم أن عيالها سيتشردون، وقد حصل من أحد المهسترين في إحدى الحارات كان يضرب زوجته يومياً حتى تسمع الحارة كلها صوت نحيبها، فقال أحد سكان الحارة: يا جماعة هذا شيء لا يُسكت عليه، كل يوم على هذه الحالة، فرد عليه آخر: واحد ومرته يسدوا، بايضربها وبعدين بايصطلحوا، قد تعودوا على هذا المشهد، قال الأول: افرض الرجل وهو مهستر قتل زوجته بايكون علينا ذنب إننا جالسين نتفرج، خصوصاً وأنها تستغيث وتستنجد بصراخها، المهم سار يبلغ الشرطة، استدعوا الزوج، قال لهم "هذا كذاب"، قالوا هاتوا الزوجة نأخذ أقوالها، جاءت الزوجة قالت "هذا كذاب زوجي عمره ما ضربني"، قلهم يا جماعة هذه الحرمة خايفة على أولادها شوفوا رأسها مدشدش وعينها متورمة، قالت: "أنا طحست من الدرج!!".. حسبنا الله ونعم الوكيل، ويا محبين النبي صلوا عليـه.

 

مقالات الكاتب