حصار السبعين يوم على غزة... هزيمة محتل وشموخ مقاومة
سعيد شيباني
( غزة..مقبرة الغزاة ) كتب/سعيد شيباني اليوم الموافق...
كنا نشكو من ساعة وساعتين وإذ بالكهرباء تزيد من وتيرة الانقطاعات لحد أنها صارت تولع ساعة وتنطفي يوماً، الوزير/ عوض السقطري سيدخل موسوعة "غينيس"، لكونه أول وزير كهرباء يحطم الرقم القياسي في ساعات الانطفاء، فبعد أن كان أسلافه الوزراء يحدثونا عن مشكلاتهم وحلولهم لمسألة الانقطاعات الناتجة عن عجز في توليد الطاقة، بات الوزير الهمام منشغلاً في توزيع ساعات الظلام على المحافظات.
مأساة حقيقية، فهذه الوضعية المزرية نغصت على الناس حياتهم وجعلت شهر رمضان نكداً وتعباً وسخطاً، لا أدري كيف لوزير أن ينام ويستريح ويواظب في مكتبه الوثير فيما الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى والصائمين يتجرعون مرارة الانطفاء؟ كيف له أن يبقي وزيراً والكهرباء لم تعد خدمة، بل أذى وعقاباً جماعياً؟.
في الأمس القريب أطل علينا الوزير محدثاً وسائل الإعلام عن عجز في الطاقة مقداره 150ميجاوات سيتم تعويضها من خلال إغلاق الورش وغيرها وإعادة تشغيل محطة مأرب الغازية شريطة أن لا تتعرض كابلاتها للتخريب.
من ذلكم الوقت الذي طمأن فيه الوزير المستهلكين قائلاً : بأن أعمال الصيانة قاربت 85% وأن التيار الكهربائي سيعاود تدريجياً إلى حالته الاعتيادية ؛ الانقطاعات تزيد وبمعدل وصل إلى ست مرات في اليوم للمناطق الحارة مثل عدن والحديدة ولحج، أما المناطق الأخرى بما فيها العاصمة صنعاء فحدث ولا حرج، فهناك ساعات وليالي وأيام.
لكم أن تتصوروا مستشفى حكومياً ليس لديه القدرة على استقبال حالة مرضية حرجة أو حفظ جثة إنسان في ثلاجته؟ كيف أن نور الكهرباء صار أشبه بعملية التقطير ويتم التحكم به مركزياً من العاصمة صنعاء؟ مؤسف جداً أن يكون حال المواطن على هذا النحو المريع والمخيف.
فلو أن لدينا دولة وحكومة وسلطة تحترم مسئوليتها وواجبها تجاه مواطنيها لكان لزاماً عليها إعلان حالة الطوارئ إزاء كارثة الكهرباء ! ولكن في هذا البلاد أسهل شيء فيها هو قطع الكهرباء أو الغاز أو الطريق أو الاتصال.
كنت أود من الوزير أن يعيش ليلة في عدن ليدرك حجم المعاناة والأذى الذي طال السكان جراء انقطاع التيار في عز الصيف، ولكن لا حياة لمن تنادي، فلم يعد هنا أذن تسمع أوعين ترى أو مسئول يحس ويستشعر بمعاناة الناس، فحين يغيب الحياء يحل البلاء، ونحن للأسف لا نعاني من عجز الطاقة ومن شحة الإمكانيات فحسب وإنما معاناتنا الأعظم من غياب الرجال الذين يقدرون معنى أن تكون مسؤولاً وان تقول للباطل والعبث لا!.
كنا إلى قبل أزمة الكهرباء نبحث عن وطن كبير اسمه اليمن، الآن صرنا نبحث عن قنينة ماء بارد لنروي عطشنا في شهر رمضان الفضيل، ففي هذه البلاد كل شيء يصغر ويتقزم الرجال والأحلام وحتى قرص الرغيف، فلا تكبر هنا سوى المشكلات والأزمات والحروب والثورات،فرحم الله زمن الرجال الكبار الذين لا متسع لأحلامهم ومسئولياتهم وأخلاقهم وعزائي لوطن لا يستطيع صغاره معالجة مشكلة الكهرباء.